in ,

ما لا يخبروك إياه عن السمنة

هل الحكاية هي الطعام ؟

متغيرة. سمنانة . ليش صاير هيك ,لا هذا يسمن . إلغي العشا, قطعة صغيرة  .

كلمات تحاصرنا حيث نتلفظ بها او نسمعها كل حين نعم، لقد اصبح هناك قلق دائم اسمه  ( السمنة ) او العكس عند قلائل آخرين (النحافة) فلانستطيع القول أن فكرة محيط الخصر او رقم الميزان بعيدة عن الحياة اليومية للكثيرين  بل ربما هي فكرة اساسية وملحة كوسواس لدى من يعتقدون انهم بدينون .

فمتى بدأ هوس النحافة ولماذا ؟ومن الذي زرع في العقول أن الجمال مرتبط دوما بالنحافة ؟من اين أتت الفكرة ومن له مصلحة بتسويقها وجعل البشر أسرى لديها ؟   باختصار  أنه أكثر التجارات الرابحة في هذا العصر. نعم فهناك من له مصلحة قوية بجعلك مهووس بفكرة كيف” يبدو جسدي وما هو  مقاسي”. والفوائد التي تجنيها الشركات العابرة للقارات من هذه الأفكار جمة لا يتسع المجال لذكرها هنا. ولكن الذي يهمنا الآن  هو ان نخرج قليلا من هذا القيد وننظر إلى الأمر من منظار أوسع . فلو كنت فعلا بدينا وتتعامل مع هذا الأمر يومياً يمكن القول أن هذا عائق كبير عن النجاح او عيش الحياة دون هم. ففي هذا هدركبير للطاقة وللمال احياناً ولو تم استثمار هذا التركيز على إنجاز أشياء أخرى لربما حلت مشكلة السمنة من تلقاء نفسها وبجهد اقل بكثير . فمسألة السمنة يتعلق بكافة الجوانب النفسية,العقلية والغذائية و كذلك الصحية حيث هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول السمنة بحد ذاتها، والأهم  هو طريقة حول طرق  تعاملنا معها

هل تفكرت يوماً بجسدك .

هذا المكون الأكثر أهمية في حياتك ,الجسد هو أداتك لفهم الكون حولك فأنت تتفاعل مع محيطك من خلال حواسك الجسدية الخمس وتمنح وتأخذ كل شيء مادي أو معنوي من خلاله . جسدك هذا هو معبدك الذي من خلاله تصلي لله للكون للحب ولكل شيء, و إذا لم تعامله بالحب والقبول  سيطلق في وجهك اللعنات , لذا حاول التركيز على مناطق الجمال في هذا الجسد وكن ممتناً له, فكم من الأشياء التي لم يكن من الممكن على الإطلاق فعلها والشعور بها لولا هذا الجسد . أحبيه واقبليه واعتذري منه أيضاً على المرات الألف التي تذمرت منه وكرهته ورفضت هذه البقعة أو ذلك الجزء منه وانتقدته وهو لا ذنب له سوى انه يتجاوب مع سلوكك, ويفعل أقصى مايمكن. تذكر أن الجوع قهر وتعذيب للجسد. وسيفهمه على أنه عقوبة .لذلك فكر قليلاً قبل أن تعاقب جسدك فربما ليس الأمر خطؤه 

  أحد أهم قوانين الكون هو القبول, أي لا يمكن حل مشكلة عندما نأخذها بالرفض أو الاستياء الشديد منها أو حتى الإلحاح وفقدان الصبر. بانتظار حلها. مهما كان ما تفعلونه تجاه السمنة يجب أن يبدأ بالقبول والرضى للانطلاق إلى شكل أفضل .فالسمنة أمر له أسباب كثيرة والطعام غير الصحي أحدا لأسباب,  ولكنه ليس السبب الأساسي بينها. فما أكثر من بدؤوا ريجيم واستفادو قليلا ثم عادو إلى وزنهم السابق بل وأكثر بسرعة كبيرة لماذا لأنهم أخذوا الجانب السطحي والظاهري فقط ونسوا بقية الجوانب. ومن جهة اخرى يرتبط  الشكل الخارجي بشكل وثيق مع الحالة النفسية وهنا لا أحكي عن الإكتئاب فقط وإنما بعض المشاكل النفسية العالقة منذ الطفولة والتي قد تنعكس على شكل سمنة معندة لذلك لابد من البحث عن المشاكل  النفسية العالقة قبل البحث عن حل لمشكلة السمنة

صورتك الذهنية عن نفسك

لو كنت طوال الوقت تفكر وتقلق وتتصرف من منطلق أنك سمين فسيسصعب كثيرا تغيير شكلك الخارجي طالما أفكارك عن ذاتك هي هي لم تتغير، كما أن الشكل الخارجي أمر نسبي ومقاييس الجمال متغيرة ففي كثير من الثقافات.  تعتبر المراة النحيفة جافة ومعلولة ولا يحبذ الزواج منها فيمكنك إذا تغيير  النظرة  إلى جمالك على انه أمر ليس محسوم وقد تجد من يعجب بك كما انت ولا يشترط عليك ان تغير في شكل جسدك حتى تكون مقبولاً

تذكر الشكل الخارجي لا يقتصر على مقدار وزنك أو محيط خصرك . فهناك اختيارات واسعة من الثياب و التصاميم ويمكن اختيار ما يظهر التفاصيل الجميلة,و يخفي الأجزاء غير المرغوبة .. ولكي تتأكد من ذلك جرب قياس مجموعة متنوعة من الثياب والتقط لنفسك صور وستذهلك النتيجة، فلا يعقل أن تكوني مثلا ً بمقاس كبير وتقتني ثياب خصصت أصلا للنحيفات . لذلك يمكن البدء باختيار الثياب المناسبة . ليس الأمر بأن نخجل بجسدنا ونخفيه وإنما ان نمنح لهذه الجسد ما يناسبه, والفرق كبير بين الفكرتين

إذاً حالة جسدك أو كم النتوءات البارزة فيه أمر معقد له الكثير من المؤثرات ,فلا يجوز التركيز على جانب وإهمال بقيةالجوانب, فالجسد الجميل هو نتيجة نظام حياة صحي متكامل. لذلك لنسعى لنحظى بجسد رشيق ومعافى ,ولكن بطريقة صحيحة, وعلى قاعدة راسخة تتيح لنا الاستمرار بالاستمتاع بجسدنا معافى  وخفيف من خلاله نبتهج بالحياة

آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

الوجه الآخر لباريس 3

الجحيم هو الآخرون1