in

تحديث الذاكرة


التحديث او الأب ديت       ((up date)) ..مصطلحات نقرؤها وتواجهنا يوميا في العالم الافتراضي، فدائما يذكرك الواتس أب بضرورة تحديث التطبيق، وترى  حاسبك الشخصي  دائما يقوم بتحديث البرامج قبل الإغلاق، هذا التحديث مهم جدا في العالم التقني والرقمي  ، فالهدف من التحديث هو تحسين أداء الجهاز الذي بين يديك ، وتطوير ميزاته بالإضافة لإبقاء الجهاز قادرا على المنافسة مع الجيل  الأحدث ، فآلية التحديث تعمل على إصلاح المشاكل الخاصة بالأداء والثغرات الأمنية التي يمكن أن تحصل في  الجهاز .
وبما أن التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة، فكل شيء يتغير إما تدريجيا أو جذريا، وأحيانا قسريا، وكل تغيير لابد أن  ينعكس على حياة  الإنسان بتفكيره ووعيه ومشاعره.
وهنا لابد علينا  من تحديث ذاكرتنا ومشاعرنا بين الحين والآخر ، لتحسين أدائنا ومنع مشاعرنا من الاحتراق والاستنزاف.
في العقدين الأخيرين ازداد  التدفق التقني والمعرفي بأدوات مختلفة ، وكثرت وسائل ومنصات التواصل ، التي  دخلت حياتنا بشكل قسري وغيرت  من  أنماط حياة الأسرة والمجتمع ، فألغت جزءا من الجانب الروحي والاجتماعي الذي كان يملأ الحياة ويطعمها بالإلفة والمحبة ، كما أن الحروب التي جعلت من الناس أكثر قسوة وعززت أفكار المصلحة في الإتجار بكل شيء، حتى بدماء الأبرياء.
تغير الناس وتغيرت طباعهم واهتماماتهم  ومشاعرهم وطرائق تفكيرهم .. تنبع الحاجة للتغير من إلحاح الحاجات المتزايدة التي فقدها الكثيرون ممن عاشوا ظروف قاهرة وأيام مريرة .
حتى من كانت ظروفه مريحة فالتغير ناله بكثير من تفاصيل حياته    فنجد التغير في علاقة الأخوة أو الأصدقاءالذين قضوا سويا  أجمل الأيام وعاشوا أجمل الذكريات في مراحل المراهقة والشباب، ولظروف الدراسة والعمل حدث البعد الجغرافي والعاطفي .
**وعند اللقاء ** بالرغم من الشوق وفرح اللقاء لابد   يشعر كلاهما ضمنا أو صراحة   بأن الآخر قد تغير، وهذا الشعور صحيح وحقيقي، فلا يمكن أن تعامل صديقك الذي ابتعدت عنه منذ عشرين عاما بنفس العقلية المشتركة التي كنتما تشتركان بها في يوم من الأيام، ففي فترة العشرين عاما، كل منكما تطور بطريقة مختلفة عن الآخر، أو أن أحدكما تطور بطريقة متسارعة والآخر ظل بنفس البيئة التي أوقفت تطوره أو كان  التطور عنده  بمسار ومجال آخر مختلف تماما.
وعند اللقاء ستحدث الصدمة، والاستهجان على تغير تعامل  الصديق أو الاخ ، ويرافق ذلك  شعور بالأسى والغبن والحنين للماضي الذي كنتما فيه متقاربان بالمشاعر والتفكير ماكان يجعل اللقاء أكثر متعة وحميمية وسعادة .
الحل في منع الشعور السلبي  مرهون بك، التغيير هو حال الدنيا، وعليك أنت أن تتغير، لابد من تحديث للذاكرة وعمل اب ديت للمشاعر، يجعلان منك أكثر عقلانية وأكثر استيعابا للمتغيرات حولك، وأقل ألما لتغير من أحببتهم وأخلصت لهم وكانوا في الخانة الأولى في القلب وقرروا الانتقال إلى خانة أخرى .

هيام نحلي

Written by Fadhaat

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

ضمن سلسلة لقاءات في جدة والرياض: مازيراتي تنظم أمسية وتجربة قيادة مميزة للسيدات في مدينة جدة بالسعودية

العقل المستقيل