in ,

ما لا تعرفه عن مشكلات الناجحين


نـرى النـاجحـيـن يتـحـدثـون عـن الكـثيـر من الأمـور الإيجـابـيـة الـتـي تـحـدث فـي حيــاتـهـم، حـتـى أنَّ البـعـض يـعـتـقـد أنَّ حـيـاتـهم خـالـيـة مـن المـنـغـصـات أو أنَّـهـا ســلـســلـة مـن الـمـســرات المـتـلاحـقـة والـنـعـيـم المقيم ، فـإلـى أيّ درجـة ينطبق هذا على الواقع ؟
فـي أحـد الأفـلام ؛ يـتـحـدث الـبـطـل مـديـر الشـركـة الكـبـيـرة مـع أحـد معـاونيـه الذي يخاف من مشكلة
ـ ” كـلّ هـذا الانـفـعـال بسـبـب مشـكـلـة ؟ .. عـزيـزي أنـا هـنـا طـوال اليـوم أحـلّ الـمـشـاكـل ” ـ
وربـمـا كــانــت هـذه أكـثـر التـعــابـيـر صــدقـاً عـن حـال الـنــاجـح ، فـحـيـاتـه كـمـا الآخـريـن مـلـيـئـة بـالـتـحـديـات ، ولـكـن الـفـرق أنَّــه يـعـلـو فـوق المشـكلات ويـحـاول حـلَّـهـا بـدلاً مـن التـشـكـي مـنـها ، وهـكـذا يـصـبـح حـلّ المـشــكـلات لـديـه جـزءاً طـبـيـعـيّاً مـن الحيـاة، حـتـى أنَّـه قـد يـســتـمـتـع بـحـلـهـا ويـفـرح بـهـا لأنّـهـا إنـجـازات صـغـيـرة تـشـكـل فـي الـنـهـايـة الإنـجـاز الـكـبـيـر
لذلك لا نستطيع أن نقول أنَّ النجاح يجنبك المشكلات، بل ربما على العكس قد تزداد، ولكنّك تصبح أكثر قدرة على حلها، فكلّما اتّسعت النشاطات وأصبحت المسؤوليات أعلى، ازدادت التحديات وارتفع مستوى المهارات المطلوبة وازدادت الصعوبات أكثر .
وهنا قد تتساءل : لماذا إذاً لا يتحدثون إلا عن نجاحاتهم وإنجازاتهم ؟
ـ في الواقع يعود الحديث عن الجانب المشرق للحياة لأسباب كثيرة، والسبب الأهم أنّ الناجحين قد فهموا قواعد اللعبة ويستعملون هذه القواعد للمضي في الحياة بانسياب، ومن هنا فإنهم يختارون بعناية الصورة التي يقـدمونهـا للعـالم ، فهـم يعـرفـون تماماً أنّ نظرة الآخرين لهم تؤثر في طـاقـتـهـم وأنّ هـذه الصـورة ســتنعـكـس لاحـقـاً علـى الكثيـر من تفاصيل حياتهم. ــ هل يعد هذا نفاقاً ؟ ليس بالضرورة ولكنه انتقاء، فكمـا تنتقي ثيـابك عند الخروج كـل مـرة عليك أن تنتقي كلماتك ، فما تقوله لنفسك ستصدقه أنت أولاً قبل الآخـريـن سـواء عكـس حـقـيقـة حـالـك أم لا ، المسـألـة هنـا اختيار فما الذي تركز عليه في حياتك وتريد للآخرين أن يركزوا عليه ، هل هي المشاكل والأحزان التي تعيقك أم الأشياء الأخرى ؟
ـ عـنـدمـا يـعـبـر الإنـسـان عـتـبـة مـعـيـنـة عـلـى طـريـق تـطـوره ، سـيـكـون عـلـيـه بـذل بـعـض الجهد للـحـفـاظ عـليـهـا ، وهـذا يـتـطـلـب التـحـفـيـز المـسـتـمـر لـذلـك يـتـقـصـد النـاجحـون أن يـحفزوا أنفسهم كـل حـيـن ، فـالمـحـبـطـات مـوجـودة وهـي لـيـسـت قـلـيـلـة والـحـديـث عـن الأحـداث الجـيدة من أفضل المـحـفـزات للـذات وللآخـريـن ، لأنهـا تجعلهـم بطـاقة عاليـة أو لنقـل بمـزاج جيـد .
بالإضافة إلى ذلك ، هناك رسالة يهتم لها القادة الحقيقيون وهي الاهتمام بتشجيع الآخرين على النجاح ، وأفضـل طـريقـة لتـشـجيـع الآخـرين هي الحديث عن تجربتك بفرح ، وهذا سيشجع الآخرين فكل شيء يعدي وهم يحبون أن ينقلوا عدوى النجاح عبر نقل الصورة التشجيعية لواقعهم .
بـبـسـاطـة إنّـها فـكـرة الكـأس المـلآن والفـارغ ولكـن بطـريقة عملية ، فالرسالة الأساسية للناجحين هي التركيز على الجانب الإيجابي مهما كان صغيراً إنّه أحد أهم أعمـالهـم التـي يتشــاركـونها مـع المحيـط .

م. آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

متى بدأت الحضارة

التاريخ والدراما / 6 / الملك الشاعر