in ,

الجحيم هو الآخرون1

أثر العلاقات

إحدى اهم مقولات جان بول سارتر, الجحيم هو الآخرون :عبارة حين تسمعها قد تسبب لك صدمة, خاصة لو كانت المكانة التي تمنحها للآخرين في حياتك كبيرة. ولكن كل فكرة نسمعها لا بد من إخضاعها للتحليل والتجربة . ثم محاولة التوازن في التعامل معها . أثر الآخرين يمكن إدراكه عند مستوى معين من الوعي أو لنقل حسب حالة الاستناره الداخليه لديك والتي قد لاتتعلق بالضرورة بعدد الكتب التي قرأتها بل بمدى استفادتك من تجاربك وعلومك ومدى حضورها في حياتك في زحمة عصر السرعة .

إذ نتعامل مع عدد كبير من الأشخاص فالاخرون هم من نستمع إليهم ونتفاعل معهم فهم  يخبرونك كل حين برأيهم بك و بقراراتك وأعمالك وشكلك أو يسمحوا لأنفسهم بتقييم شخصيتك, أو التدخل في حياتك . فنحن غالباً نعرف أنفسنا من خلال الآخرين.ويمكن حتى أن نشكل انطباعنا عن ذاتنا من خلال رؤية أنفسنا بأعينهم .

ماذا يفعل الآخرون


فضلا عن المشاكل الظاهرية الشائعة التي يقدمها الآخرون من غيره وحسد وخساره وسلب ملكيات وإزاحة، وتشويه سمعة فهناك اشياء أخرى لا تظهر على السطح وهي التي تجعل حياتك جحيماً وخطورتها أنها غير واضحة لذلك تفعل فعلها بك قبل ان تدرك ذلك ,وقد لا يقتصر الامر على قولهم كلمات ولكن الأكثر فعالية هو ما لا يقال من إيماءات و نظرات او تصرفات على المدى الطويل من تجاهل وإهمال أو معاقبة بالصمت والوجوم أو مكافأة بالترحيب والاهتمام فانت طوال الوقت مع الاخرين بحالة استقبال وإرسال فلو كانوا الجحيم حقاً ما الذي يمكنك فعله بشأنهم ؟

الأهل أولاً

نظرة الآخرين إلينا تحكمها أشياء عده أهمها نظرتهم لأنفسهم , سوى أنهم غالبا يخبروننا بأشياء ليست بالضروره صحيحة.فالأهل من متبعي الوعي الجمعي على سبيل المثال يهمهم كثيرا السمعه ونظرة المجتمع .لذلك فإن أكثر ما يحكمهم في تربيتهم وتوجيههم للأبناء هو جعل هؤلاء الأبناء مصدر فخر لهم عبر جعلهم ملتزمين بمعايير المجتمع القاسية والتي لا تصب بالضرورة في مصلحة الأبناء. وقد يعكس الأهل أيضاُ عقدهم النفسية الخاصة وكل قيودهم واضطراباتهم الشخصية دون وعي منهم . لذلك قد تقال كلمة منهم بحالة معينه فيكون لها وقع في النفس ويصبح من الصعب إزالتها .


السم المدسوس بالدسم


لوكان هذا الحال مع الأهل , فكيف بالآخرين الذين تتأثر نظرتهم لنا بالكثير من الملوثات كالغيره و الحسد والتنافس او اعتراض المصالح و الرغبات ,أو أولئك الذين يعتقدون أن نجاحنا يهدد أمانهم بطريقة ما. تأتي الرغبة بالسيطرة بمقدمة الأشياء فكم من مرة تطفل أحدهم على حياتك وحاول التحكم بها حتى لو تضمن هذا الضغط عليك ووضعك في مواقف محرجة , لمجرد رغبته بأن يشعر بالأهميه أو لسبب هو نفسه لا يعرفه. وقد يتم هذا أيضا بحسن نية خالص ولكن عدم الشفافيه والصدق قد يجعل الآخرين يتصرفون معنا بطريقة مبهمة تضعنا في حالة نفسية صعبه.

فقد يكون أذى الآخرين قد تم بالعكس , أي عدم الاهتمام, كأن يمنحوك وعودا لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع, ثم لا يجدوا الشجاعة ليعترفوا بعجزهم عن التنفيذ, فيختاروا العدائيه أوالصمت أو يفتعلوا تجاهلك تاركين إياك تضرب أخماساً بأسداس.
تأتي  النصائح التي تقدم  بحسن نية  بالمقدمة من حيث الأثر الخفي المؤذي : افعل هذا ولا تفعل ذاك وتسمع كلمة يجب عليك أو هيك الأصول أو أي من هذه العبارات التي تشعرك أنك لو لم تفعل هذا الأمر بهذه الطريقة ستخسر شيئاً ما .

قيود يفرضها عليك المجتمع عبر كل شخص حولك . قيود لها أثرها الذي قد يضيع عليك شيئا داخليا أجمل بكثير ويمنحك سعاده اكبر ولكنك تخسر كل هذا فقط لأجل إرضاء الآخرين

التوازن مفتاح الحياة الناجحة ورغم أن الآخرين قد يكونون فعلا مشكلة في الحياة هناك خطوات يمكن اتباعها لكي تنعم بالصحبة اللطيفة التي قد تغني حياتك لو استطعت الموازنة ومعرفة مفاتيح التعامل الصحيحة التي تحمي من هذا الأثر

يتبع في الجزء الثاني .

آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

ما لا يخبروك إياه عن السمنة

الجحيم هو الآخرون 2