in

العلاقات السامة

آمال عبد الصمد

العلاقات السامة أو العلاقات المسببة لأذى مستمر قد نشعر به او لانشعر بشكل مباشر

و هي غالبا العلاقة التي تربطنا بأشخاص نصدقهم المودة والعطاء بينما يتعاملون باستخفاف حيال مشاعرنا وجهودنا حيالهم أو أشخاص يستنزفون طاقتنا ووقتنا حول ما يخصهم وحدهم دون الانتباه إلى وقع حضورهم علينا وعلى تفاصيل حياتنا

للنظر إلى هذه العلاقة يجب أولا أن ندرك إن الانجذاب أمر قد يحدث أو لا يحدث لأسباب غير مفهومة قد , نحب أحدهم كثيرا ولا يبادلنا المشاعر ونقدم له كثيرا ولا يقدر ما نبذله . و لكن يحدث هذا الأمر معنا نحن أنفسنا. ولذلك لكي نفهم كيف يرانا شخص كهذا  لنتذكر أننا نحن ايضا لدينا اشخاص يحبون التقرب منا ولا نبادلهم ذات المشاعر أليس هذا صحيحاً

. انتبه إلى الكيفية التي  تشعر به تجاه هؤلاء الأشخاص هل تحتقرهم مثلا ام تتعاطف معهم  أو لا تفكر فيهم اصلا , لنتذكر   لا احد يتصرف بقصد الإساءة الكل يحاول بذل أفضل ما عنده ولكن تحدث الأشياء هكذا أحيانا لأسباب غير مفهومة  , و لا تقلق الحياة ستتكفل بعقوبة الجميع وأنت لا تدري بأي جحيم يعيش هو بداخله حتى لو لم يكن يظهر لك  سوى اللامبالاة

أما  كيف نستطيع التعامل معه :

لدينا حالتين الأولى عندما تكون  هذه العلاقة  من اختيارنا كأن يكون الشخص صديق أو شريك عاطفي

يمكن  أولا أن نسأل أنفسنا لماذا نحن في هذه العلاقة ماذ نريد  من هذه العلاقة :

بعدما تسأل نفسك عما تريد أنت تصبح الصورة أكثر وضوحا وستعرف كيف تصل إلى ماتريد معه أو بدونه

فلو كنت تحب هذا الشخص محبة خالصة و كان مجرد وجوده بدائرتك يسعدك  , فيجب ان تسعد بما تعطيه له سواء كان مقدرا او ناكراً و  تكون سعيداً  بكل ما تتلقى من هذا الشخص حتى لو كان مسيئاً لأنك تريده  فقط  أن يكون معك  بأي ثمن

( حتى لو كانت هذه الرغبة غير صحية ولكنها رغبتك وأنت تتبعها ) ,

أي إما أن تكون محب لهذا الشخص  حب حقيقي بكل ما فيه  و عندها يجب أن تسعد بكل ما يمنحك  ولا  تهتم لما يمنحك بالمقابل

أو أن تختار محبة ذاتك أكثر وعندها تترك مسافة معه ولا تقترب منه إلا بالمقدار الذي لا يؤذيك أو تخرجه من حياتك نهائيا

مع ملاحظة  أننا لا يجب أن نستمتع بالألم و سنعيش سعادة مشوهة , وحتى الوقت الذي نستطيع قيه ان نقرر أننا اكتفينا من العيش كضحية سنبقى نعاني من هذه العلاقة

إذا كان هدفك المتعة أو المشاركة قد تحصل عليها مع أشخاص آخرين لا يكلفوك الكثير من السعي والألم, وإن كان لديك احتياج معين و تعتقد أن هذا الشخص يشبعه فالأفضل هنا التقصي حول مصدر هذا الاحتياج ومن أين ينبع , هل يرتبط بحكاية من الطفولة أو مشاكل مع الأهل ولنتذكر أن الاحتياج هو أفكار موجودة بالعقل والأفكار يمكن تغييرها فلو فكرت جيدا باحتياجك لهذا الشخص فقد تجد أنه وهمي وغير حقيقي. ولكن الأهم هنا أن لا تعتمد على فكرة انك نستطيع تغيير هذا الشخص أو تغيير الطريقة التي تسير بها العلاقة  فهذا لا يحدث غالباً إلا بعد أن تغير شيء في نفسك

الأمر بسيط . إذا كنت لا نحتمل المعاملة السيئة عليك الابتعاد لتحمي نفسك وإن قررت البقاء ستكون مستعداً لاحتمال المزيد من الأذى . ومن الجيد تعلم القسوة حين يلزم الأمر , وأن لا نساعد الآخرين على انفسنا ونتعلم بعض الأساليب الدفاعية فالخير والشر جزء من الحياة ونحن بشر ولسنا ملائكة لذلك الجفاء و التوقف عن التعامل حل مؤقت :

(أنا لا أسمح لأحد ان يتجاوز معي هذا الحد )  عبارة يلزم استعمالها احياناً , واتخاذ موقف واضح وحاسم ولو لفترة محدودة وعدم محاولة استرضاء   شخص  لا يحفل بشيء  فهذا لا يفيد .الاستجداء و  الضعف لا يجلب لك إلا الشفقة التي لا تحتاج إليها أبداً .

إذا كنت لا تملك التحكم بمشاعرك دائما فيمكنك  السيطرة  على تصرفاتك فلا نقترب كثيرا  ممن لا يبالي ولا نسمح لأحد بتجاوز الحد الذي نسمح به فسكوتنا على بعض الأخطاء بحقنا قد  تساعد بعض الأشخاص على التطاول .

لنحاول أن نبعد أنفسنا عن مكان لا نتلقى فيه التقدير عندما يكون الشخص في المحيط القريب سيكون الأمر صعب وصعب جدا ويلزمه الوقت وبعض الصفعات حتى نستطيع اتخاذ قرار حاسم وتنفيذه .

. على أية حال  لنتذكر : إن الوصول إلى مرحلة نميز بها بين العلاقة الإيجابية والعلاقة السلبية في حياتنا , هو تطور كبير  ووعي مرتفع أي أن هذا  يستحق هذه المعاناة  في العلاقات لأنه بعد الوصول إليه سيحررنا من عبء هذه العلاقات وتعقيدا.او يجعلنا نخوض علاقات صحيحة ونستثمر وقتنا في شيء أفضل من الإرهاق في تغيير ما لايمكن أن يتغير.

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

محبة الذات

أديري بيتك بذكاء