in

إدوارد سعيد

العبـقـري الفـلسـطيـني الـذي يتـمـنـى أكـثـرنـا أن يكـون في سامق مقامه ؛ ادوارد سعيد الذي خدم القضيّة الفلسـطينيـة بعبقريته المتفردة ، التي عرفـت بأنهـا نـسـيج ذاتـهـا ، وكـانـت منـاوئة للمؤسـسة والمدرسـة والنـظـم ، فـظهر بغـيـر اختصاصه حـالـة فـريـدة كمنـظـر علمـانـيّ.

لـم يـتـبّـع المـنـهـجية الكلاسيكية في كـتـابه (الاستشراق والثقافة الامبريالية) الكتاب الذي مازال حدثاً استثنائياً ، وادوارد سـعيد هـو المـغترب الاسـتثنـاء الـذي بقـي فلسطينيّاً حتى النخاع وامتلك شجاعة استثنائية وهو في قلب نيويورك عنـدمـا كـان يواجه باستمرار العنصرية الصهيونية بالوقت الذي كان أيّ انتقاد يعتبر جريمة تحت مسمى العداء للسامية


ـ ادوارد ســعيد لـم يـكـن لاجـئـاً فلم يفرض نفسه كأمـر الـواقـع, وليس الآخـر المـثـيـر للـرأفـة ، بـل كـان ذلـك الفـريـد الـذي يـحـمـل هـويــة مـركــبـة الأبـعـاد ، لـقـد جسَّـد هـذا الاسـتثـنـاء الـخـالـد, حالة المثـقـف الكـونـي النـادرة وكـان شـديـد الارتـبـاط بالـمـحـلـي والشـخـصـي، لكنَّ ادوارد بقي وحيداً يتقصى ويتحرى ويفحص ويحلل ، حتى بلغنا صورة الفلسطيني العادي المنسيّة في بعدها الخاص والعام ، وعندما يسترجع ذكريات الدراسة كان يبدي دهشته من نظام تعليميّ تلقاه في مصـر ، يصـرُّ على تصـييـره مشـروع بـدني وأخـلاقـي بـينمـا هـو عـرف لـؤم الـنـزوع الأيـديولـوجـي وغـبـاءه
ـ وثـمَّ يـرحـل مـتـقـصـيّـاً فـي عـالـم المـعـرفـة بـجـهـد ومعـانـاة لـيـسـتـجـلـي الكـثـيـر مـن القضـايـا التـي كـانـت مـبـهـمـة أو مـعـلـقـة المـصـيـر
ـ فـي النتيجـة وبعجـالـة يقتضـيهـا المقام هنا استطاع ادوارد سعيد أن يهضم هويات متعددة متنازعة جعلته يدرك أنّـه فـي العمـق يقرّ ويعترف بكل الوجود ، وكل المحاججات أنَّه فلسطيني ومقاوم من طراز رفيع ، ومـثـقـف كـونـي حيـرتـه علـى الـدوام إشـكاليـة الهويَّـة والتي استطاع أن يجعلها ” هوية كوزمبوليتية “ـ

إيمان أبو عساف

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

نقش النمارة. شاهدة امرئ القيس تتحدث

إيمان المنديل تعود عبر "من الرياض"

إيمان المنديل تعود عبر “من الرياض”