in , ,

من تراه يضيء شمعتك؟؟

تحكي أسطورة يونانية  عن فارس يقع  في هوى راهبة  نذرت حياتها  لآلهة المعبد تسكن في دير منعزل,قوانينه صارمة. حيث يمنع أي تواصل مع العالم الخارجي  مهما كان فكيف برؤية حبيب

لذلك  كان عليه أن يراها ليلا بعيدا عن الأعين  .

وفي رحلة التسلل لرؤيتها كان عليه أن يقطع النهر الفاصل بين قريته و الدير

النهر كان باردا وخطيراً وخاصة في الليل لكن الراهبة كانت تضيء له شمعة على الشباك

فكان ضوء الشمعة يعينه حتى يقطع النهر العميق الهادر ويرشده إليها

وفي إحدى الليالي العاصفة استطاعت الريح ا ن تطفئ الشمعة .

في تلك الليلة الباردة كان الفارس يصارع صقيع المياه, لفح الريح  وطول المسافة ووهن يديه آخر النهار

كان النور في الضفة الأخرى ينسيه كل ذاك ولكن في اللحظة التي انطفأت الشعلة فيها أصبح كل شيء فجأة ثقيلاً عليه فتغلب عليه الموج وصرعه، فكانت نهاية الحكاية ..

لكل منا شمعة توقد فيه الأمل ..ونحن غالبا نراها الضفة الأخرى . نعتقد أنها تأتي من الآخرين

هذه الشمعة هي ما يمنحنا القوة لكي نستمر . لنصل وننجز

قد تكون هذه الشمعة بالنسبة لك عائلة . أو شخص شعرت بوجوده أنك حي ,

وفي طريق الصوفيين قد يكون التجلي  ..

ولكن أياً كانت الشمعة التي يوقدها الآخرون ..قد تأتي فترة و تنطفئ فيك  .

وتشعر أن ما منحك قوة هائلة للمضي قد اختفى فجاة  ولربما تشعر أن الحياة توقفت او أن قلبك فقد الرغبة في فعل أي  شي او ربما  فقد الرغبة بالاستمرار بالحياة أصلا ,.فهل سستمح لنفسك بالانطفاء لمجرد غياب الدليل

مهما كان ما أوقد في ذاتك الرغبة بالحياة ومهما انطفأ فيك او تمزق . أو حتى تلك الهوة المرعبة التي انفتحت في روحك  حين  الفقد سيبقى  لديك خيار دائم  وهو أن توقد النور بداخلك من لاشيء

فنحن نعرف تماما أنه مهما يكن ما نمر به فإن الصبح سيطلع  على أية حال   وأن ما وجدته يكسرك اليوم سيصبح محتملا مع مرور الوقت

لوشعرت باليأس حيناً و لم تستطع التفكير في نفسك  سيكون عليك ان تفكر بالأشخاص الذين يشكل  وجودك فارقا في حياتهم

أنت لم تخلق عبثا ووجودك له دور مهم . مهما انكسرت  تذكر الأشياء التي يمكنك تقديمها الأعمال الصغيرة التي تساهم من خلالها بتلطيف وقع المصاعب  على البشر

هل ستقرر أن تعاود نشاطك وتتابع أم ستجعل فكرة وهج اختفى مبررا لتوقفك عن الحياة

#آمال عبد الصمد

#قناديل

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

“حاتم علي” عاشَ نازحاً ومات مُغترِباً

ضياء عزيز رسام البلاط الملكي