in

المبرعمات بديل الفيتامينات المثاليّ

في قائمة الأغذية الضرورية تأتي الفيتامينات و المعادن، أو ما يدعونه بالمكملات الغذائية ، ومع أنَّها تعدُّ من الأغـذيـة الأقـل كميّـة بيـن بقيـة الفئات لكنَّ أهميتها تكمن في أنَّ غيابها قد يسبب مشكلات جديَّة سواء أكانت خفيَّـة أم ظاهرة .
كلمة فيتامينات مشتقة من الجذر اللاتينـي ( فيت) والـذي يعنـي الحيـاة ! نعم ، إنَّ الفيتامينات هي المكوِّن الذي يساعد على ربط الأغذية والاستفادة من بقية الأطعمة واسـتكمـال العمليات الحيوية داخل الجسد ومن هنا تكمن أهميتها ،إذ أنَّ نقصها قد يسبب أمراضاً حقيقية .
ولأنَّ المصدر الأساسي للفيتامينات هو الخضار والفـاكهـة ، قـد يـأتي مـن يـقـول “ليس لدي متسع لشراء الخضار وغسلها تجهيزها فهذا يتطلب متابعة والوقت أضيق من أن أضـيّعـه بهـذه الاهتمامات”.. حسـناً ، إذا كـنت لا تمنح نفسك الأولوية وتعتقد أنَّ عملك وإنجازاتك والاهتمام بالآخرين أكثر أهمية من ذاتـك فهو خيارك ، لـربَّمـا كـان أمـر العنـايـة بالغـذاء مهمةً صعبة ضمن هذه الظروف المعقـدة، و ربَّمـا تأتي الكلفة المالية كعائق أيضاً ، فلو كنت لا تستطيع إدخال الخضار والفاكهة إلى مائدتك هناك بديل جيد قليل التكلفة ولا يتطلـب الكثيـر مـن الـوقـت ويعـدُّ مكمـلاً غـذائيّـاً عظيمـاً وقادراً على انتشال جسدك من مشكلة نقص الفيتامينات :

المبرعمات
ـ المـبـرعمـات : هـي حبـوب يتمُّ إنبـاتهـا في المنزل بعيداً عن التربة ، لتصبح البذار الجافة حية من جديد والبذرة التي حملتها النبتة الأم كلّ ما يلزمهـا لبـدء حيـاة جديـدة ،قـد تحرَّكت الحياة فيها وطرحت السموم وبــدأت بـالـعـمـلـيـات الـحـيـويّــة وصــنـعـت الـفـيـتـامـيـنـات ، لـذلـك يـعـدُّ تـنــاول مـلعـقـة طـعـام مـن المبرعمات – أيَّاً كان نوعها – جرعةً يوميّة تعويضيّة عن نقص الفيتامينات. ـ
المبرعمات منتشرة في الشرق بكثرة وتعدّ غـذاءً شـائعـاً لدى الكثير من الثقافات ، ولعل أول من نقل إلينا هذه الثقافة هو المرحوم المعلم [ كمال جنبلاط ] فقد كتب مؤلفاً كاملاً عن عشبة القمح يوضِّح فيه أهميتها وأهميَّة المبرعمات وطرق متنوعة لاستخدامها .
يـمكـن تحضـيـر المبـرعمـات من أيّ نوعٍ من الحبوب ،وفي محال البقالة الكبيرة لبعض الدول قد تجدها محضَّرة و جاهزة للأكل من أنـواع عـديدة بعضها غريب أحياناً ،ولكنَّنا نركز هنا على حبوب بيئتنا فمن المعروف أنَّ لكلِّ بيئة نباتاتها التي تناسب البشر الذين يعيشون في هذه البيئة .
ـ طريقة تحضير القمح المبرعم : ـ
نأتـي بمرطبان زجاجي ونضع فيه مقدار كأس شاي من القمح ونضيف له كأسين من ماء عادي ونغطيه بقطعة شـاش ونتـركه لمـدة 6 إلى 8 سـاعـات فـي مكـان يصـله الضـوء، ولكـن بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة ثم نصفي الماء عنه ونتركه لمدة 6 ساعات أخرى ، وبعد ذلك نغسـله بالمـاء ونصـفيـه كـل 6 سـاعـات حـتـى نـرى البـراعـم قـد ظـهرت من جانب كل حبة على شكل نتوء صغير أبيض اللون طوله حوالي ملم ، هنا نعرف أنَّه قد أصبح جاهـزاً ، تـؤخـذ منـه ملعقـتـي طعـام كجـرعة يومية وقبل أن يؤكل يـصـب فـوقـه مـاء مغـلـي لتعقيمـه ويؤكل لوحده أو مضافاً له دبس أو عسل أو أيّة تحليـة منـاسـبـة لمـن يـرغـب ، وإن كانت الكمية المتبقيـة كبيـرة يوضع في البراد ويفضل عمل كميات قليلة لأنَّه بعد أكثر من يومين تنمو الجذور وتصبح غير مستساغة . ـ
ـ (( تـحتـاج عـملـيـة البـرعـمـة حـوالـي 24 ســاعـة فـي الصّــيـف و يـومـيـن فـي فـصــل الشّــتـاء ))
يـمكـن تناوله لمدة شهرين في كل سنة بشكل يوميّ للوقاية من الأمراض وتعويض نقص الفيتامينات ،كما يمكن إضـافـتـه إلـى السـلطـات أو الشـوربـات علـى أن يضـاف في الدقيقـة الأخيرة كي لا تقتل الحرارة الفيتامينات ، وفي حالة فقر الدم يمكن إضافة العدس إلى القمح لتعويض نقص الحديد .. ـ
ـ مـا يميّـز المبـرعمـات أنَّها تدعم الجسم بمجموعة كبيرة من الفيتامينات ،وأنَّها بدون أي تأثيرات جانبية على عكس الفيتامينات الـدوائيّـة ، ليـس من الضروري وضع تكاليف كبيرة ، فالتغذية الصحيحة يلزمها بعض الاهتمام لا أكثر …

م. آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

” لمقام النوى 1″

كلاوس