in ,

” لمقام النوى 1″

ـ صلاة لمقام التشوّف : ـ
من شمال لاهث ومُغبر جاء ، ومن سورة النساء في مشرق الجهات انبثقت ، وفي مُنتصف المسافة التقيا ذات مُصـادفـة محـض ، كـان المقعد الخشبيّ – في تلك الزاوية النائية من الحديقة – يشكو التوحّد في ذلك الضحى المُرهق بحرارة صـيـف قـائـظ ، وكـانـت بتـلات النبات قد أحنت أعناقها من فرط التعرّق ، غير عابئة بسقسقة الماء الوانيـة الضـجـرة فـي بحـرة المـركـز ، فـرح بـهـا ، ولـم تـكـن أقـلّ مـنـه نـعـمـى ..ـ

ـ “سـأضمّهـا إلى صـدري – قـال – وأبـوح لهـا بأشواقي “ـ
ـ” ســأضــع رأســـي عـلـى كـتـفـه “ـ
ـ”وسأمسّد على شلال شعرها الحريريّ “ـ
ـ”وسأغفو على إيقاع أنفاسه العابقة برائحة تبغه الرخيص”ـ

عـلـى قـلـق انـتـظـرَ .. ولـكـنّـه هـو الـرجـل ، وهـو الـمُـطـالـب بـالبـوح ، تـفكّـرت فـيمـا أنشأ أسى مُبرّح يـفـرد قـلـوعـه عـلـى وجـههـا المـغـسـول بالشـجـو والفـتـنـة والغـوايـات المُـلـغـزة .. ـ
عـاتـبـة كـانـت ومُـوزّعـة ، فـيـمـا كـان الـتـردّد والحـيـرة يـشـمـان حـركـاتـه ..ـ
همّ بالبوح ، ثمّ أحجم تحت ضغط من التربية الزمّيتة ، وحالت صورة المرأة في عالم مُتخلّف بينها وبين بـوح شـفيـق كـان يتخلّـق على نحو ما ، وعلى نحو ما بدا بعيداً ومهزوماً كراية مُنكسرة ، فيما بدت هي غاضبة ومهيضة ومُهانة ..ـ
انتظـر وانـتظـرت ، ولـمّـا أعـيـاهـا تـفصـيـل المسـألة ، وأثـقـل الانـتـظـار علـى أعصـاب يفثها الحنيـن والـلايُـسـمّى مـن الأحـاسـيـس ، ولمّـا أرهقـه الصمت إذْ تسيّد المشهد ، نهضت بتثاقل غصن مُثقل ينوء بـثـمـار نـاضــجـة ، وتـلـجـلـج فـي جـلـوســه ، مـن غـيـر أن يـســعـفـه وقـوفـه الـمـرتـبــك بـمـخـرج ـ
كـلـيمـة غـادرت المكان على انفطـار ، يعتسفها شجن مُتأبٍّ على الرحيل ، فراحت تداري دمعة حرّى ، أخذت تلوب باحثة لنفسـهـا عـن مجرى ، وبدا رهين غضب مُبهظ ، لا يعرف له تصريفاً ، فمضى وهو يكتم غيظه المُبهم..ـ

محمد باقي محمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0
مركز البحوث والتواصل المعرفي يصدر كتاباً عن قضايا مراكز الفكر في المملكة

مركز البحوث والتواصل المعرفي يصدر كتاباً عن قضايا مراكز الفكر في المملكة

المبرعمات بديل الفيتامينات المثاليّ