in

“ترجمان الأشواق

” في نطاق “رولان بارت”

ـ ( الكتـابة أو الرّسـم ) عشقٌ بها أو به، حتـى كأنّك تترادف بهمـا ، وتتواصل، وتتابع، وتتوالى، وتتواتر، وتتعـاقـب.. كـلُّ ذلـك حيـن تختفي أو تتجلـى بـ (الكتابة أو الرسـم) في عيـن العشق، وتلوذ بالشِّينِ ، وتقف على القاف، فالعشـق إشـفـاق لمـن تخـطُّ لـه، وفيض يفيض في أتون السـكون حتى نحو المفتوح من الأثر، إنّه ترجمة بلا ترجمان لما يعتلج ويختلج في القلب من القلب حباً . ـ

تقـول الرواية أنّ [ابن عربي] قال: ” أشعلتْ؛ في صدري مصباحـاً رأيـت على ضوئه زواياً في هذا القلب لم أرها من قبل. أركاناً موحِشة، غرفاً موصدة، سراديب تراكمت فيها مشاعر لم يتسنَّ لها أن تخرج إلى الحياة التي أعيشها، سكنت خيالي كلَّ لحظة من يومي وليلتي، إذا كتبت تراءى لي وجهها الصبيح مع كل حرف، يا لعينيها مثل حرف الحاء الذي ينفق فيه الخطاط نصف يومه ! يا لأنفهـا مثل دِقة الدَّال إذا انتهى به السطر! يا لشفتيها مثل وقار الثاء إذا سكتت والياء إذا ضحكت! يا لهذا الخدش في صدغها مثل همزة أفلتت من ألفها! يا لوجهها مثل كتاب من نورٍ سطرته أيدي الملائكة! عينين فـوجنتين فشفتين فنحراً كأنَّه بركة من لؤلؤ..”.ـ

ـ ثم قال ما قال: ـ
لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صـورة.. فمـرعى لغـزلان، ودَير لرهبانِ
وبيـتٌ لأوثـان وكعـبـة طــائـف.. وألواحُ توراة، ومصحف قرآنِ
أدين بدين الحُبِّ أنَّـى تـوجـهـتْ.. ركـائبـه، فالحب ديني وإيماني

يقول “بارت” (المتفرد في سـيميـاء الأهواء والحب) وعبر ما يشبه سيلاً من تدفق الأفكار في محيط الحب المنبثق من الرأس والقلب.. أنّ الـ (قلـب) : هـو عضو الرغبة؛ ينتفخ، وتخور قواه.. الخ، كما هي مُحتَبسة، ومسـحورة في حقل الخيال، فما عسى أن يفعـل العـالـم ؟ وما عسى أن يفعل الآخر برغبتي ؟ ها هو القلق الذي تحتشد فيه حركات القلب كلُّها، مشكلات القلب كافَّة . ـ

ويرى أن (أُ – حِبُّ – ك) : لا يُرجع التشكيل إلى إعلان الحُب، إلى الاعتراف بالحُب، بل إلى النُّطقِ الدائم بِلاعِجِهِ . ـ

أما الـ (إخفاء) فهو : تشكيل تشاوري؛ لا يتسـاءل المُحِـبّ عمَّـا إذا كـان عليه أن يبوح بحُبِّه للمحبوب (فهذا ليـس تشـكيـل اعتراف)، بل يتساءل عن أي نطاق ينبغي عليه فيه أن يخـفـي عنـه اضـطـرابـات انـفـعـالـه، ومطبَّاته، أي رغائبه، ولحظات ضيقه، وباختصار، إفراطه . ـ

وهكذا، فالحبُّ قـاعٌ يستجمع كل تشكيل من المفردات، ويحرر كل الأصوات المتعددة للون المتعدد، شعورٌ يـجـلـي اللفـظ ويُـجمِّـل الخـط، تكتـب أو تـرسـم لأنَّك تحبُّ ، فتُحَبُّ لأنَّك كنت تكتب أو ترسم، ولأنَّ وظيفة الكتابات أو الرسومات في أصل الحب : تُحِبُّ لأن كُتُباً أو رسوماً وُجِدَت . ـ

محي الدين ملك

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

نبل زائف

الأميرة هند بنت عبدالرحمن تشارك في فعالية يوم المرأة الإماراتية

الأميرة هند بنت عبدالرحمن تشارك في فعالية يوم المرأة الإماراتية