in ,

التعليم عبر البساطة

إحدى أهم صعوبات التعلم هو ورود كلمات غير مفهومة خلال السرد. فالعقل عندما يصادف كلمة معينة صعبة يتوقف و يصبح كل ما يليها غير مفهوم وتصعب متابعة الموضوع .
ورغم أن هذا الأمر قد يكون السبب الأول للتسرب من المدرسة فإن مؤسسات الدراسة الأكاديمية قد لاتتعامل معه بجدية . فتبدأ القصة بكلمات غير مفهومة لتصل إلى عدم الاستيعاب لمواد الدرس كاملة ثم عدم الرغبة بمتابعة التعليم , انتهاء بترك الدراسة.
إذا كان هذا يحدث في المدارس والجامعات التي يقصدها الناس بقصد التعلم فكيف يكون الحال في مواقع التعليم غير الرسمي ؟

هنا نجد كثيرين ممن يلقون المحاضرات التي يقصد بها التوعية أو لفت النظر إلى المشاكل يطرحون نصوصا تعج بمفردات متخصصة أو عالية المستوى قد لا يعرفها المثقفون أنفسهم فضلا عن البسطاء من الناس .
قد يكون هذا الأمر مقبولا إذا كان المتلقون مجموعة من ذوي الاختصاص أو في مكان أكاديمي لا يقصده سوى فئة معينة من الناس ,أما بعيداً عن هذا فما هي الحكمة من حقن الناس بكلام معقد كل ما يسببه هو الحيرة أو الشعور بالجهل والعجز .
يقولون اذا كنت لا تستطيع شرح الأمر بحيث يفهمه ابسط الناس فأنت لم تتعلم عنه بعد. واستخدام كلمات صعبة قد لا يدل بالضرورة على أن المتحدث خبير بالمجال بل على العكس قد يشير إلى أنه لا يزال في منتصف سلم المعرفة ولا زال لديه الكثير على الدرب .

لذلك لو كان المقصود من تقديم المعارف هو إيصال معلومة ما او طرح مشكلة للحل، فلا شيء أكثر فائدة من الأسلوب المبسط الذي يفهمه عامة الناس مهما كان مستواهم الثقافي.
أما إذا كانت الغاية هي استعراض المعارف المتقدمة أو المهارات اللغوية بغض النظر عما يصل إلى المتلقي فالفائدة الوحيدة التي سنجنيها هي طرح المثقفين كمتفوقين ومترفعين وصولا إلى عزلهم عن المجتمع , فلطالما كانت ضريبة الظهور كمتفوق هي الوحدة .

آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

التاريخ والدراما٤ سيد درويش

ما لا يخبرونك إياه عن السمنة ” 3 ـ الغذاء”