in ,

..لطيفة.صوت الأنثى القويّة

في ١٩٩٣م أصدرت ألبومها الشهير “حبك هادي” والذي غنت فيه ” بحب في غرامك ” فأقامت الدنيا ولم تقعدها ، وألهبت المسارح العربية من جرش وإلى قرطاج ، حركت مياهاً راكدة في الأغنية العربية ، موسيقى ولحن وكلمات جريئة وأداء فخم ، ومن بعدها صنعت من نفسها رقماً صعباً في عالم الأغنية العربية، وأصبحت “لطيفة” نجمة المهرجانات وسيدتها الأولى، كيف لا وهي تستقطب آلاف الجماهير من المحيط إلى الخليج ، في توازن صعب استطاعت الحفاظ عليه بين الجماهيريّة والأداء الرفيع . . دارت حولها -ـ كغيرها من النجمات الكبيرات ـ- العديد من الأقوال والشائعات ، ولكنها تجاوزت كل ذلك ووضعته خلفها وأكملت مسيرتها في عالم الابداع والنجاح على طريق الفن . . لم يكن غناؤها باللهجة المصرية سوى بوابة عبور لأعمالها إلى عموم الوطن العربي؛ بل حتى منطقة الخليج وصلتها لطيفة عبر أعمالها التي غنتها باللهجة المصرية رغم غنائها عدد من الاعمال باللهجة الخليجية كغيرها من الفنانات العربيات .

. لطيفة تعبر عن المرأة القوية في أغنياتها ، التي لا يهمها الهجر لأنها عصيّة على النسيان ، والتي لا يهمها أن يحب عليها مرات عديدة لأنها تعرف قيمة نفسها ومكانتها وأن العودة في النهاية لها .. هي وحدها ، والتي تُفصح بجرأة وبقوة عن رغباتها العاطفية كما في “حبك هادي”، روح الأنثى القويّة هذه تظهر جلياً في أدائها الصوتي ، في النبرة القوية ، والرتم السريع ، حيث يتوافق اللحن الموسيقيّ مع الكلمات المعبرة، لتشكل عملاً غنائياً مُبدعاً يلامس أذواق المستمعين . . جاءت لطيفة في مرحلة انتقاليّة ، بعد زمن العمالقة الكبار في عالم الفن، واستطاعت أن تُجدّد ، وتستمر ، وتبقى ، رغم ظروف وتغيرات عديدة مرَّت بالوطن العربي أثرت على ذائقته الموسيقيَّة ، وإن كان هناك من تجديد حقيقي في الأغنية العربية الحديثة المعاصرة فهو حتماً ينسب للطيفة التونسية و سميرة سعيد من المغرب، فأعمالهما الفنيَّة خصوصاً بعد منتصف التسعينات كانت مزيجاً من التجريب والتجديد في مغامرة فنية جريئة وممتعة، مستمرة إلى اليوم

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

تحفة بملامح غامضة

نزل فينان هدوء لا يشوبه صخب الحياة