in

الشاعر العربي الكبير مظفر النوّاب إلى رحلته الأخيرة

“يبقى حيّاً في ذاكرة الشعب مَن زرع مواقفه السياسية والوجدانية بشكل صادق” بهذه الكلمات نعى الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة له عبر تويتر الشاعر العراقي الكبير مظفّر النوّاب والذي انتقل إلى رحلته الأخيرة في الإمارات بعد صراع طويل مع المرض.
كذلك نعى وزير الثقافة العراقي حسن ناظم النوّاب في بيانٍ وصفه فيه بأنه من “أهم الأصوات الشعرية العراقية”، واعتبر أن “رحيله يمثّل خسارة كبيرة للأدب العراقي لما كان يمثله كنموذج للشاعر الملتزم كما أن قصائده رفدت المشهد الشعري العراقي بنتاجٍ زاخر تميز بالفرادة والعذوبة”.
ولد النوّاب عام 1934م في الكرخ بالعاصمة العراقية بغداد، ثم درس في جامعة بغداد وانخرط بعد سنوات في العمل السياسي وانتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي والذي كان سبباً في جعله شريداً في المنافي أغلب عقود حياته.
تعود بدايات النوّاب الشعريّة إلى المرحلة الابتدائية عندما نجح في إكمال بيتٍ شعري أعطاه إياه أحد أساتذته معتمداً في ذلك على ما كان يحفظه من اختيارات جده في منزلهم من قصائد ومختارات أدبية، تمكّن النوّاب رويداً رويداً من صقل موهبته الشعرية إلى أن أصبح ناظماً للقصائد في المرحلة الثانوية وناشراً لها بالدوريات والمجلات الجدارية المدرسية، كما استطاع صناعة اسمه في عالم الأدب بشعره الفصيح إضافة إلى شعره باللهجة العامية المتداولة بالعراق.
كان عام 1969 البداية الحقيقية لشهرة النوّاب بعد أن نظم قصيدته “قراءة في دفتر المطر”، ثم نظم قصيدته “وتريات ليلية” والتي اعتُبرت ملحمة شعرية يؤكد فيها على التزامه التام بقضايا العرب القومية السياسية والاجتماعية والتي ساهمت في تعزيز رصيد شهرته بانتقاده ومعارضته الأنظمة السياسية العربية عموما، والعراقية تحديداً.
فرضت قصائد النواب السياسية الهجائية عليه أن يكون “شاعر الغربة والضياع” فعاش نحو 5 عقود طريدا بين المنافي العربية والأجنبية، متوزعا في أسفاره بين دمشق وبيروت والقاهرة وطرابلس والجزائر والخرطوم، وسلطنة عُمان، وإريتريا وإيران وكذلك فيتنام وتايلند واليونان، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن فنزويلا والبرازيل وتشيلي.
عمل النوّاب على نشر أمسياته الشعرية بالعواصم الغربية وتحديدا لندن، وألقى فيها قصائده الكثيرة التي خصصها للقضية الفلسطينية وانتفاضتها (1987 و2000) والحثّ على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة قصيدته “القدس عروس عروبتكم”.
استطاع النوّاب في مايو/أيار 2011 وهو مصابٌ بمرض الشلل الرعاش العودة إلى بلده العراق بعد فراق عنه دام لأكثر من 40 عاما، متنقلاً في المنافي دون استقرار، واستقبله آنذاك الرئيس الراحل جلال الطالباني بمكتبه في قصر السلام وسط بغداد.

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

نخبة الأطباء التجميليين يجتمعون في ملتقى ومعرض الطب التجميلي

أوهام الروح