in

٣٦٠ يوماً

تتزعزع مني الكلمات ، وأنا أحاول لعام بأكمله .. لم أستطع أن أسطر حرفاً واحداً ، لم أجد وصفاً لشعور الوجع وألم الفقد وألم الحرمان ، فقدت توازني كالطائر يحلق في رحاب الأرض ، وإذا به ينكسر أحد جناحيه ويختل بهِ العالم ويصبح يتخبط في كل مكان .
لم أتخيل ولو لوهلة بما انتابني من وجع الفراق . جاء رمضان ولم توافقني عباراتي .. لعله عيد الفطر أن يكون أبلغ ولكن لا جدوى .
٣٦٠يوماً لفراق نور عيني وبهجة محياي
٣٦٠ يوماً ولم أسمع صوته الذي يخبرني بأنني بأمان في هذا العالم .
اول مَن أمسك بيدي على عتبات الحياة .
لم يلمح في مخيلتي ان والدي سيكون رقم من أرقام وفيات هذا الوباء الذي غزى العالم وتخطف البشر بدون سابق انذار وخيم الحزن في كثير من البيوت لفراق احبائهم

الفقد لا يُمحى من الأعماق ، ولن تترجمهُ الأيام ..
اشعر بأنين كامن الذي لا يرويه ماء ، ولا يزيل غشاوته بكاء .
وفي بعض الأحيان بين أروقة الأيام ، اشعر بشجن تلك اللحظات الجميلة مع والدي وألم فقدها ، فامتزج إحساس الشجن بالألم ..فتحول إلى ألم من نوع خاص ، لم اعرف لهُ مسمى الا أنني أستشعره .
عند تلك الغصة ..ابي علمتنا الكثير والكثير ولازلنا نستقي منك قوتنا في رحلة الحياة
.
لا يسع حزني الا رب السماء هو وحده من يمسح على قلوبنا بالصبر والسلوان ، ونبتهل اليه بفائض الدعوات ان يرحم والدي ويجعلهُ من المسرورين المستبشرين في ظلهِ وكنفه .
وانا لله وانا اليه راجعون.

بقلم البندري علي السمحان

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

معـرّي اليمـن ” من العمى إلى البصيرة “

إشكالية العلاقة بين الرجل والمرأة