in ,

كورونا والأسرة مزيد من التعاون والمرونة

لا زال البعض ينادي بالإبقاء على نظام الأسرة الممتدة لكونها تتميز بالقوة تجاه التأثيرات المحيطة والأسرة الممتدة هي تلك المكونة من وحدات أسرية مجتمعة في مسكن واحد وتربطهم صلة الدم أي جود شبكة عائلية قد تمتد إلى ثلاثة أجيال ، ، ومن

أهم سماتها تقارب أفراد العائلة ؛ مما يساهم ذلك في تحقيق التلاحم الأسري والاستقرار النفسي.
في العام 2020م الذي انعكست احداثه وخاصة جائحة كورونا على العلاقات الأسرية سلباً وإيجابا وبالطبع كان تأثيرها متبايناً على الأشكال المختلفة للأسرة، فالأسر النووية كانت مخاطر التأثير عليها أعلى كونها أسر لم تعتد على قوانين منع التجـــول أو توقف العمل، أما الأسر التي تشكل مصدراً رئيساً للدعــــم والتعاون بين أفرادها كالممتدة قلت مخــاطر التأثير عليها فخرجوا من هذه القوانين والاحتياطات المانعة إلى أفكار جديدة شملت عدة جوانب . وساعد في نجاح ذلك قدرة الأسرة الممتدة على تكــــوين قوة داخلية يمكنها مواجهة ضغوط البيئة المحيطة لها، لاســـيما الضغوط المالية التي نتــجت عن الأوضاع الاقتصادية المصاحبة لجائحة كورونا.
شكلت الضغوط المالية أكثر الأسباب المؤثرة على العلاقات الأسرية في وقتنا الحالي؛ لكون المال هو العنصر الأول والأساسي لمقومات الحياة الكريمة، ومن أسباب تأثر ميزانية الأسرة خلال الأزمة هو زيادة المصاريف الأسرية أو انخفاض بعض مصادر دخل الأسرة، وكلما زاد مستوى التغير في الميزانية كلما أدى ذلك إلى زيادة حجم التأثير في العلاقات الأسرية.
الأثر الآخر للجائحة كان الاضطرار التعليم عن بعد، والعمل عن بعد، مما خلط بين وقت العائلة ووقت العمل والدراسة .

بالإضافة لتضاؤل التواصل الاجتماعي، ولكل ذلك ظهر جانب إيجابي وآخر سلبي حسب حالة كل فرد، فالفرد الذي يتمتع بالمرونة يستطيع أن يتعامل مع الأزمة بإعادة ترتيب أولوياته، ووضع خطط بديلة، وربما يصل إلى اكتساب سلوكيات جديدة تساعده على الحياة بشكل أفضل.
الجائحة سلطت الضوء على أهمية تقوية العلاقات الأسرية؛ حيث أن الأسرة هي نواة المجتمع وترابطها في هذه الأزمات ضرورة كبيرة للمجتمعات. فالمؤسسات العامة والحكومات لديهم مسؤولية في مساعدة أولياء الأمور وإعانتهم على مواجهة ضغوط المنزل كتخفيف العبء المالي وتسهيل الحصول على الاحتياجات الطبية والغذائية عبر المنافذ المختلفة إضافةً إلى إيجاد وسائل للترفيه في ظل فرض قوانين التباعد الاجتماعي، كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق أولياء الأمور في تحقيق الطمأنينة والسعادة وتعزيز قيم التعاون بين الأبناء، وأخيراً هناك مسؤولية على الأفراد ذاتهم في سعيهم للخروج من الأوضاع الحالية بأكبر فائدة ممكنة.

على قدر الضغط الذي تسببه الأزمات يبقى الأهم هو ما تخرجه هذه الأزمات من قدرات دفينة لدينا . ورغم أن الحال لم يتبلور حتى الآن ولكن هناك ميزة ظهرت بقوة من هذه الأزمة وهو أنه يمكنك أن تفقد السيطرة على كل شيء ومع هذا لن تنتهي الحياة بل وربما تستمر بشكل أفضل ولو فكرنا بمقدار الضغط الذي نمارسه على انفسنا لنسيطر على الأمور لوجدنا ان ترك الأمور بمرونة قد يجعل الحياة ألطف وأكثر مرحاً..

وأخيرا نتذكر ما قاله ستيف جوبز على فراشه الأخير, أنه شديد الأسف على كل الوقت الذي جعل الأولوية فيه لعمله ,على حساب عائلته التي اكتشف أخيراً انها هي الأهم على ارض الواقع . لذلك يمكن القول أنه لإن لم يكن لكورونا أي جانب إيجابي ,تبقى الفكرة الأهم أنها أعادت أفراد العائلة لبعضهم بعدما كانوا تائهين في دوامات الأعمال.

فاطمة عادل البورشيد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

المدربون حلقة الوصل الأهم

“السليمانية” الشام في قلب الرياض