in ,

سورية ضحية التقية (السياسية / الدينية)..

, في العلاقات السياسية الدولية: مايثير الاستغراب والاستنكار والرفض والدهشة معرفة وملاحظة وبتأكدية عالية؛ مدى الإنسجام والتماهي والتنسيق بين جميع القوات المتحاربة ظاهرياً؛والمتواجدة على كامل الجغرافيا السورية.

فتَّشتُ , علَّني أصل إلى جواب لتساؤل حيَّرني في الفترة الماضية؛ عن آلية وتفاهمات القوات الغازية لسورية، سواء من كان منها برداء الحليف: أي ظاهره حليف وباطنه مزيف.. وارتزاق.. ومافيا.
وآخر ظاهره وباطنه واضح.. أي استخدام القوة لتحقيق الغاية؛ بغض النظر عن المشاعر الإنسانية والمبادئ الأخلاقية.

يظهر ؛ أن كيمياء المحتلين واحدة، لكنها تختلف حسب قول الرحابنة في مسرحية فيروز “المحطة”عام 1973 .
(الحرامي شحاد وقح يعني بطولة والشحاد حرامي جبان يعني سياسة )..
وهذان النمطان ضروريان لتواجدهما معاً في سورية… وهذا ما ينطبق على الأمريكي والروسي والتركي والإيراني والإسرائيلي….

– وأن القوة الأساسية؛ التي تجمع جميع الدول بهذا التنسيق والانسجام العجيب، يعود إلى ممارسة طقوس ما يعرف بـ “فلسفة التقية ” وهو اسم من فعل اتقى أو خشي ( اتق شر من أحسنت إليه )…

– فهذه الدول جميعها؛ بما فيها الدولة المضيفة، يبدو أن كيمياء التقية تجمعهم، ولكلٍّ مصلحته وغايته؛ دون إعارة أي اهتمام للشعب السوري المسكين والجائع، والذي يعيش في ظلمة غياب الشفافية المطلق بينه وبين دولته، عما يجري على أرضه.. ويعيش معظمه حالة من البلادة والبلاهة لكرامته البشرية.

– تمارس الدول التي تأخذ من سورية حقل تجارب؛ وحقل رمي؛ ومسرحيات تصفيات حسابات؛ ومكافحة إرهاب مصطنع.. واوراق ضغط تفاوضية لمصالحها الخاصة ؛ تمارس هذه الدول التقية بكل أشكالها.

– التقية السياسية: والتي تُعرَّف، بأن دولة ما تقوم بممارسة عمل ما ظاهره وداعة الحمل وباطنه مكر وخبث واستنزاف موارد الآخر؛ لتحقيق مصالحها…. يعني الدولة التي تمارس التقية السياسية تظهر خلاف ما تبطن، والأمثلة واضحة وضوح الشمس للدول المتواجدة في سورية.

– وبعضها يمارس التقية الدينية برداء سياسي( تقية دينية-سياسية ).. وهو مصطلح ديني يُقصَد به إخفاء معتقد ما؛ خشية وتجنب الضرر المادي أو المعنوي.
وقد عرف هذا المبدأ، ومورس بطرق متباينة.

– لهذا يمكن القول، أن جميع الدول المتواجدة تظهر نهاراً شيئاً؛ وليلاً شيئاً آخر. وتمارس التقية على الأرض السورية. وكلٌّ يمارسها مع طرف آخر؛ ومن وراء الطرف الآخر؛ ولمصالحه الخاصة.
لكن الأمور مكشوفة لدى السوريين الشرفاء، والغايات المراد تحقيقها .. وكلُّ دولةٍ على حدة؛ تدَّعي السلام في الظاهر.. وأنها ضد الإرهاب. ولكن في الحقيقة؛ وفي باطنها تقوم بممارسة العدائيات، وترتكب ممارسات وجرائم يندى لها الجبين …(حتى ضمن بلدانها وعلى شعوبها).

– سورية…
كان الله بعونك من كل زناة الليل على أرضك؛ وممارسة التقية السياسية والدينية في زمن العولمة؛ وضياع حقوق السوريين الإنسانية…
والخاسر الأوحد من ممارسة هذه التقيات هو الشعب السوري، الذي فُرض عليه أن يفقد بوصلة كرامته الوطنية؛ نتيجة الجوع والخوف وأشياء كثيرة!

الشعب السوري هو الخاسر الأوحد في كل هذه المسرحيات والخزعبلات مسبقة الصنع
د.نورالدين منى
أستاذ جامعي و وزير سوري سابق

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

2 ما لا يخبرونك إياه عن السمنة

كذب حلو وموت مر ..ميادة بسيليس