in

زينة المرأة، لمن؟

ـ” لحسن حظي أنني كنت ذاهبةٌ لاجتماع نساء متقولات حين التقيته للمرة الأولى “. بهذه الفكرة حدثت نفسها إشارة إلى أنها كانت بأبهى حلة عندما رآها، فلو أنها كانت ذاهبةً لموعد غرام لما بذلت من الجهد ما بذلت.
فهـل تعتـقـد أنّ النسـاء تـتـزيـن لأجـل الـرجـال؟ ربـمـا؛ عـنـدمـا تـحـب المـرأة سـتـفعـل كـل مـا يـمكـن لـتـبـدو حـلـوة فـي عـيـن مـن تـحـب ، مـاعــدا ذلـك لـن يـشـغـلـهـا كـثـيـراً أن تـتـزيـن لأجـل الـرجـال فـغـالـبـيـة النسـاء آخر ما يهمهن جذب فائض من المعجبين لا يلزم، أما مع النساء الأخريات فذلك أمر آخر ، فالجمال معيار تنافس قـوي ، والأنـاقـة كـذلـك ، فـإذا أضـفـنـا إلـيـه مـا تـشـي بـه الـثـيـاب مـن إشـارة لمـسـتوى الـثـراء والـعـلامـة التجـاريـة لمـلابـسـك نـعـرف أنّ مـظـهـر المـرأة بـيـن النـسـاء الأخـريـات هـو عـلامـة تعـريفـهـا والمعـيـار الأكبـر للـدرجـة التي سـتتلقـاهـا من فضـول واهتمام ودعوات أيضـاً

ومع أنّـه لا يجـوز التعميـم هنـا فكـثيرات من النـسـاء خـرجـن من شرك مـنـح الأولويـة لـلمـظهـر غيـر مبـالـيـات بـتـقـيـيـم الآخـريـن أصـلاً، ولـكـن نـسـبة أكبـر بكـثيـر لازالت تعـتبـر المظهـر هو المعـيـار الأول والأهم لـتقييـم الســيدة من معـظم الـنـواحـي.
فـرغـم أن المـرأة تـقـوم بـالـكـثـيـر مـن المـهـمـات المـعـقـدة والمـتـنـوعـة بـالإضـافـة لـكـونهـا أيـقـونـة الجمـال فـي البـيـت إلا أنَّـك عنـدمـا تـسـمـع النـسـاء تصـفـن امـرأة مـا، سـتـلاحـظ أنّـه نـادراً مـا تـثـنـيـنَ عـلـى جـودة تـربيتهـا لأطفـالهـا أو حـتى مـهـارتـهـا كـربّـة مـنـزل، أمَّـا عـن النجـاح بـالعمـل فـتـتـدنى حصـتـه مـن الـمـديـح إلـى أخـفـض قـدر، ويبـقى الـتقيـيـم علـى أسـاس الجـمـال هـو المعـيـار الأكثـر شـيـوعـاً بيـن النـسـاء، مـن هـنـا .كـان الـدّافـع الخفـي وراء الـزينـة هو إثبات الجـدارة من هـذه النّـاحيـة أولاً ومن ثم التركيز على بقية الأشياء
ـ لماذا النساء دون الرجال؟
فـي دعـوة إلـى الـغـداء تـنـاول الـرجـال والـنسـاء طعـامهـم بشـكـل منـفـصـل، شـعـر الـرجـل أنّ هـنـاك شـيئـاً خـاطـئـاً فـي الـولـيـمـة ولـكـن لـم يـعـرّج أحـد عـلـى الـسـبـب وعـنـدمـا الـتـقـوا مـعـاً وصـفـت إحـدى النسـاء الـوليـمـة قـائـلـةً: ” الـرز مـتـكـتـل وبـارد ويـنـقـصـه الدسـم ،واللـحـمـة غـيـر نـاضـجـة، وفـي السـلـطـة كـان الملـح زائـداً ،والحسـاء رخو قـلـيـلاً “، فنظر الرجل إليها متسائلاً كيف شخصت كل هذه المشكلات دفعة واحدة.
إذاً المسـألة هـي أنّ المـرأة تـدقـق بكـلّ التفـاصـيـل وتنتـبـه لأدنـى زاويـة فيهـا خـلل بسـيـط، فـمهـمتهـا الأولـى بـالحيـاة هـي الانتبـاه لعائلتهـا والاطمئنـان الـدائم أنَّ كـل شـيء بخيـر وهـذه المهـارة تتطلـب الانتبـاه لكل شيء.
عـزيـزي الـرجل؛ قبـل أن تظـن بـامـرأة الظـنـون، وتـشـتـبـه بـدوافـع زيـنـتـهـا تـذكـر أن اهتمـام المـرأة بزينتهـا ليـس بـالضـرورة بقصـد لـفـت نظـر الـرجـال، قـد تـفـعـل هـذا أحيـانـاً لأجـل رجـل مـحـدد ولسـبـب محـدد، أمّـا السـبـب الأهـم وراء كـل تـلـك الـزينـة فهـو حجـز المـوقـع الـذي يـرضـيـهـا بـيـن مثيـلاتـهـا مـن النـسـاء.

آمال عبد الصمد

الصورة عبر موقع picography.com

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

د. سهيل نجار المعجزة

بعد 12 عاماً “حرف” تخرج من أدبي الرياض