in ,

الطلاق الروحي

البيوت أسرار ؛ وكثيرةٌ هي الحكايا المخباة خلفَ جدران البيوت  ،  ويكاد يكون أكثرها شيوعاً  قضية اجتماعية هامة ، باتت منتشرة بكثرة بين المتزوجين في هذه الأيام . .. ، وهي : الطلاق الروحي أو الخَرس الزوجي
يعرف الطلاق الروحي : ” جفاف أو فتور بالعلاقة .. . أصعب شيء أن يعيش الزوجان في منزل واحد وتحت سقف واحد ، ولا تربطهما سوى تلك الأوراق الثبوتية الرسمية ، بينما هم في الحقيقة بعيدين كل البعد عن بعضهما تماماً،لا توجد روابط روحية بينهم !!ا
فترى كلّ منهما يقول : (نحن مع بعض لأجل الأولاد ، وإلا لن نبقى معاً دقيقة واحدة)
قد تصل الأمور إلى الطلاق ، والذي عادة ما تكون مؤشراته بيِّنة ؛ من خلال ” انفصال عاطفي” ، سبقَ عملية الطلاق ، سببه غياب التفاهم والاحترام . افتقاد التواصل بين الزوجين يحيل الحياة إلى صحراء جافة ، لا ينمو فيها سوى الملل والفتور، فيصبح عش الزوجية كئيبا ومعتما أو صامتا صمت القبور.
:مظاهر الطلاق الروحي أو العاطفي*
تتجلى مظاهر الطلاق العاطفي بعدم ارتياح الزوج للبقاء في المنزل وكثرة صمت الزوجين ، وعدم تبادل الأحاديث بالإضافة إلى عدم إحساس الزوجين بالميول اتجاه بعضهما و ضعف العلاقة العاطفية بين الزوجين ، و خلو الحياة الزوجية من طابع التجديد ؛ ويبدأ – التضجّر والتأفّف من أي مشكلة أو نقاش ؛ ينشأ بين الزوجين ، وتسود حالة العزلة بين الزوجين.
:عوامل تؤدي للطلاق الروحي*
– تباعد بين الزوجين بالروح والجسد والفكر !. وتأتي الضغوط المادية وغلاء المعيشة مع الطلبات المتكررة –
وقد تكون  أنانية أحد الأطراف ؛ فينظر الرجل أو المرأة لمتطلباته الشخصية فقط ؛ دون الإحساس بالطرف الآخر.، ويفضّل الآخرين على الشريك ، بمعنى أن يفضّل الرجل أهله أو أصدقاءه على زوجته أو بالعكس
التقليل من شأن الآخر بالقول أو الفعل ؛ أمام الناس أو أمام الأولاد –
ـ بخل الرجل على أهل بيته بالمال أو بالمشاعر أو حتى بالوقت ، و غرور أحد الأطراف وتعاليه على الطرف الآخر . وأيضاً فقدان الثقة بين الزوجين أو انعدامها
:لتجنب الطلاق الروحي بين الزوجين*
ـ لابد من فتح الحوارات والمناقشات الهادئة الهادفة بين الزوجين ؛ التي تساعد على خلق جو عاطفي ، يغذّي الحياة الزوجية ويشبعها ،  وعلى الزوجين أن يغذيّا مشاعرهما بالكلمات العاطفية  وألا يجعلا ضغوطات الحياة تؤثر على مشاعرهما
ـ ولا بد من خلق جو التجديد لكسر جدار الرتابة والروتين العاطفي
ـ كما أن على الزوجين أيضاً أن يتعودا منذ بداية الزواج على المكاشفة والمصارحة حال وجود أي مشكلة  وحبذا لو يحدث هذا الاتفاق منذ الخطوبة ؛ فإن تجاهل الاعتراف بالمشكلة و عدم المكاشفة والمصارحة مباشرة ؛ يجعل المشاكل تتراكم ، ويصل بنا إلى مرحلة لا يمكن حلها 
وأخيراً قد لا يكون بد من اللجوء للمختصين  فتبعات الطلاق الروحي لا تقل خطورة عن الطلاق المعلن إن لم تكن أصعب ففي حالة الطلاق الفعلي سيجد الشخص من يواسيه  ويدعمه وقد يجد بعض الحلول أما خلف ستار زواج وهمي فالفرصة ستكون متاحة لكل الأمراض النفسية  . فالاستمرار في الطلاق الروحي بلا سعي للمعالجة أو بحث عن حلول هويعني أن تستغفل روحك وتكذب على ذاتك، فهو ضياع للعمر وتشتت للطاقة والجهد و الوقوع في دائرة مفرغة بلا هدف أو نهاية أو بارقة أمل

د.نور الدين منى

ملاحظة حقوق النشر محفوظة لموقع فضاءات

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

الجحيم هو الآخرون 2

تحفة بملامح غامضة