in

دهاءُ القاتل الصّامت 2 شكرا للتكنولوجبا

وفقاً للتقارير الصحفية، قد نجحت دولٌ آسيويّة عديدة في التصدّي لوباء كورونا باستخدام التطبيقات التكنولوجيّة سواءً للتحذير من المرض وانتقال العدوى من خلالها أو من خلال تتبع المخالفين للحجر الصحي ومراقبتهم، لكن الأمر في معظمه استخدم هذه التكنولوجيا في كثير من الأحيان على حساب المعلومات والحريّات الشخصيّة للأفراد. … وإنّ هذه الدول أدارت بكفاءة اعتمادها على تكنولوجيا المراقبة الرقميّة للمساعدة في تتبّع المرض واحتوائه وإدارته، واستئناف بعـض الأنشـطة الاجـتمـاعيّـة والاقـتصـاديّـة، كـمـا أنّ كـوريـا الجنـوبيـة وهـونـغ كـونـغ وتايـوان، اسـتخـدمـوا أجهـزة تتبـع المواقـع (جي بي أس) لفـرض الحجـر الصّـحـي الإلـزامـي للمـرضـى

*على صـعيد آخـر- بفضـل التطـورات التكنولوجية- باتت إجراءات العزل، ولا سيما في المدن الكبيرة والأسـر الميسـورة أمراً سهلاً ومريحاً مع إمكانية العمل مـن المنـزل والحصـول على التشـخيص الطبـي عـن بعـد وممارسـة الرياضـة عبـر التطبيقات أو الأجهزة الموصولة ووسائل التـرفيه بالبـث التدفـقي … ويقـول المتخصصون بهذا الشأن: “للمفارقة أصبحت الكثير من التكنولوجيات التي تتعرض عادة للانتقـاد الشـديـد، ملجـأ نشعـر فيـه بالأمان في زمن فيروس كورونا المستجد”. …… *من وجهة نظر أخرى، يلجأ الجميـع إلى الخدمـات الإلكتـرونيـة والأدوات الجديـدة التي تسـمح لهم بالتكيّـف مع الظروف الاسـتثنائية السائدة حاليا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ألزم نحو مليار شخص حول العالم البقاء في منازلهم، فضلاً عن تسببه في انهيار البورصات ووضع الشركات الصعب، مما يترك أثراً اقتصادياً بالغ الشدة قد تأتي بعده تحولات كبرى في العالم سـيكون المسـتفيـد الأكبـر منها -على مـا يبـدو- بعـض شـركـات قطـاع التكـنولوجيـا والإنترنت…….

1- الروبوتـات بديـلًا مكملًا للطـواقم الطبيـة والمعـاونة في المستشـفيات : إحدى المشـكلات الرئيسـية التي ينجم عنها اتسـاع دائـرة انتشـار هـذا المـرض، هو مخالطـة الحـالات المصـابة للطواقم الطبية، وهي مشكلة حرجة وملحة نظراً لمحـدوديـة عـدد الطـواقـم الطـبية اللازمـة للتعامل مع هـذه الحالات مقارنة بأعداد المصابين، ومن هنا كان استخدام الروبوتات الطبية لمعـاونـة الطـاقم الطـبي ومنعه من مخالطة الحالات المصابة، حيث تقوم الروبوتـات بالكشـف على المرضى، وتسجيل حالاتهم الطبية ودرجة خطورتها وبياناتها الصحية مثل العمر ودرجة الحرارة والأمراض الأخرى التي تعاني منها، ثم رفع تقارير للطواقم الطبية التي تحدد نوعية العلاج والجرعة اللازمة، كما تقوم روبوتات أخرى بتوصيل العلاجات والمواد الطبية المقررة إلى المرضى، دون أن يحدث احتكاك مباشر بينهم وبين الطاقم الطبي لمنع اتساع دائرة انتشار المرض

2 – سـيارات إسـعاف بدون سـائق لنقل المرضى وتوصيل المواد الطبية : تستخدم الصين أيضاً سيارات إسعاف بدون سائق تقوم بنقل الحالات المصابة إلى المستشفيات، حيث تستطيع هذه السيارات أن تحمل حتى 6 أشخاص مصابين في المرة الواحدة، وتقوم بنقلهم إلى المستشفيات المخصصة لتلقي هذه الحالات دون أن يحدث احتكاك مباشر بينهم وبين غيرهم من أفراد الطواقم الطبية ، كما يتم أيضاً استخدام سيارات بدون سائق لتوصيل الطلبات والأغذية والمواد الطبية إلى المستشفيات، منعاً لاحتكاك باقي الأفراد بطواقم المستشفيات، في محاولة لتحجيم انتشار المرض، وتقليـل التعـامـل البشـري المبـاشـر قـدر المسـتطـاع

3- الطـائـرات بـدون طيّـار للـتـوعيـة والتـطهـيـر والـمسـح الطـبـي للأفـراد: إحدى التقنيـات الذكيـة المسـتخدمة في إدارة أزمـة كـورونـا هـي ( الدرونـز)، أو الطـائـرات بـدون طـيـار، حـيـث يـتـم اســتخـدامهـا في عمليـات المســح السّــريع للمـارة في الشـوارع، وتوجيـه الإرشـادات والتـعليمـات الطبـيـة والتـوعـويـة لهم.. فـمثـلاً تُحـذّر الطـائـرة مـن لا يرتدي القنـاع الواقي في الشـوارع، وتقـوم بالكشــف العشـوائي عن الحـالات التي يمكن أن تكون مصابة، من خلال قياس درجة حرارتها بالاعتمـاد على كـاميرات حرارية تحملها هذه الطائرات، ويتم تشـخيص الحالـة المصابـة عبر المختصين في غرف التحكم المركزية، كما أن طائرات بدون طيار أخرى يتم استخدمها في عمليات التعقيم عبر رش المواد المطهرة على الأشـخاص في المناطق المزدحمة وفي الشوارع، لمكافحة انتشار الفيروس

4- جلسـات تشـخيص فوريـة عن بعـد لتحديـد حالـة المرضـى: تســتخدم الصـين نظـم الذكـاء الاصـطناعي المرتبطة بتقنيـات الجيل الخـامس لمراقبـة وتحديـد حالـة المرضى عن بعد… فمثلاً يتـم مراقبـة المـرضـى في مســتشــفيـات مدينـة (ووهان) الصينية من خلال غرف إدارة مركزية في العاصمة الصينية (بكين)، وذلك من خلال كاميرات ونظم طبية ذكية ونظم تحليل البيانات الضخمة التي تُمكّن الفريق الطبي المركزي من متابعة الحالة الصحية للمرضى، وتحديد درجة خطورتها، ومواعيد خروجها من المستشفيات 5- استخدام البيانات العملاقة لتتبع خط سير المصابين: تُساهم البيانات العملاقة في الحد من انتشار الفيروس. فمثلاً إذا أصيب أحد الأشخاص تستطيع السلطات الصينية، عبر نظم المراقبة الذكية الشاملة الموجودة في المناطق العامة والتي تستطيع التعرف على الوجوه وتحديد هويتها، أن تُحدد خط سير هذا الشخص، سواء كان استقلّ حافلة عامة أو قطاراً أو توجّه لمطاعم أو مناطق تسوق معينة، وبالتالي تعقيم المناطق التي مرت الحالة المصابة من خلالها، فضلاً عن إرسال تحذير علني إلى جميع الأفراد الذين مرّوا بهذه المناطق للتوجه للكشف الفوري

6- الاعتماد على تطبيقات الهواتف الذكية لمراقبة المرضى: تعتمد الصين على تطبيقات الهواتف الذكية للقيام بأمرين رئيسيين؛ أولاً التحكم في صلاحية دخول المرضى للأماكن العامة، وذلك من خلال إنشاء بطاقة تعريف إلكترونية لكل مواطن عبارة عن (كيو آر كوود) تحدد ما إذا كان هذا الشخص سليماً ولا يعاني من أعراض، أو أن هناك احتمالية لإصابته أو أنه مصاب، وبناءً على كل مستوى يتم السماح للشخص بدخول المناطق العامة مثل المطاعم والكافيهات والمحطـات والمـواقـف الرئيسـيّة من عدمـه، كمـا تسـتخدم الصـين أيضـاً تطبيقـات الهواتف الذكية لبناء قاعدة بيانات بالمصابين تشمل أســماءهـم ومنـاطـق إقـامتهم والشــركـات التي يعملـون بهـا، حتى يسـهل على باقـي الأشـخاص معرفـة المصابين، وتجنب الشركات والمناطق الموجودين بها

7- شـاشـات وكـاميـرات ذكيـة للكشـف عن الحالات المصـابـة: في محطـات القطـارات والبـاصـات والمـوانئ الرئيسـية تـوفـر الحكـومـة الصـينـيـة شـاشـات ذكـيـة بهـا كاميـرات حراريـة تقوم بقياس درجة حرارة المرضى الموجودين في المحطات، وتوجه إنذاراً لمن يتم رصد ارتفاع في درجة حرارته أو تظهر عليه أعراض الفيروس، وبالتالي منعه من اسـتخدام القطار أو الحافلة حتى تقوم الجهات المعنية بالتعامل مع الحالة ووضعها في مستشفيات الحجر الصحي

8- الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء غرف العزل الصحي: تستخدم الصين تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء غرف حجر صحي مساحتها 10*10 متر مربع في ساعتين فقط، وهو ما يُمكّن من بناء عدد كبير من غرف العزل تستوعب جميع أعداد المصابين في زمن قياسي

9- الجيل الخامس للاتصالات لربط كافة هذه التقنيات الذكية: أظهرت أزمة فيروس كورونا المستجد كيف يمكن للجيل الخامس من الاتصـالات أن يصـبح من أهم أدوات مواجهة الأزمـات والكـوارث الطبيعيـة التي قـد تفـوق قدرة البشـر في بعض الأحيان، حيـث اعتمـدت الصـين على ربـط الـروبـوتـات والـدرونز وإنتـرنـت الأشـياء بالبنية التحتية للجيل الخامس للاتصالات، وهو ما مكّنها -إلى حدٍّ ما- من محاولة الحد من انتشار هذا المرض قدر المستطاع، وتقليل سرعة توسيع دائرته بين الأفراد، وسرعة اكتشاف المرضى المحتملين والجدد، وكذلك تحديد البؤر الجديدة التي يمكن أن يظهر فيها المرض.

يارا هنيدي

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

دهاءُ القاتلِ الصامت 1

عن صحيفو نيزويك

المومياء رسالة الفراعنة الخالدة .