in ,

الجحيم هو الآخرون 2

الآخرون, جنةً أم جحيماً , إنه دورك أنت أن تختار ما هم عليه في عالمك, فلا تلمْ الآخرين بينما أنت السبب.  تحدثنا في المقال السّابق عن التأثير الخطير للآخرين في حياتنا . ولكن لنتذكر أن كل ذلك لن يكون ذا تأثيرٍ حقيقي عليك دون أن تسمحَ له أنت بهذا بنفسك  فكما يقولون:” لا أحد يستطيع استغلالك ما لم تساعده على ذلك” . فهذا التأثير يرتبط بشكل دقيق بمدى سماحك لهؤلاء الآخرين باختراق خصوصيتك سواء أكان ذلك فكرياً أو على أرضِ الواقع .

بكلمات أخرى ما هو دافعك في الحياة وما الذي يحرك مشاعرك ويحفزك ؟ فهل تريد إرضاء ذاتك أم إرضاء الآخرين ؟. . إذاً المفتاح الأول هو مدى اهتمامنا الشخصي بما نتلقاه من حولنا .

يقولون لك : ” لا تهتم لرأي الناس ” . عبارة بسيطة ؛ لكن التعامل معها على أرض الواقع بغاية التعقيد ، فمعظم أفكارنا السّلبيّة عن أنفسنا ومعظم شكوكنا حول جدارتنا كأشخاصٍ قادرين ، كانت بدايتها أفعال وجِّهت إلينا أو كلمات قالها أحدهم لنا ذات مرة ، كما أنّ أيّ ضعفٍ – في الثقة بالنفس مثلاً – بدأ في موقف صادمٍ سمعت رأي الآخرين به أو تصرفٍ فعله أحدهم تجاهك وأخبرك أنك لا تستحق فبنيت هذه الفكرة عن نفسك ثم ترسخت عبر مواقف عدة .. ولكن من جهةٍ أخرى كل ذكرياتنا السعيدة لن يكون لها معنى ما لم نتشاركها مع آخرين . نعم هناك شيء داخلي يحتاج للآخرين . إذ يصعب أن نعيش وحيدين ، فماذا إذا؟ً

هل العزلة هي الحل ؟؟

هل يعني إدراك ضرر الآخرين أن تفكر باعتزال الناس ؟؟ العزلة ضرورية في مرحلة ما ولفترة معينّة ، فهناك مسائل لا يمكن حلها ونحن طوال الوقت  بحالة تواصل مع الآخرين ، فلكلّ ما حولنا أثرٌ علينا ، أو طاقة تأثير تشوش على صفائنا الداخلي . فكيف لك أن تتعامل مع العالم الخارجي قبل ترتيب بيتك الداخلي ؟؟ . إذ لابد لك من الاعتياد على قضاء وقتٍ لوحدك تتعرف فيه إلى نفسك وكل ما فيها ما لها وما عليها ، نقاط ضعفها وقوتها الواقعية دون تضخيم او استخفاف ، ترمم من خلال هذا الوقت ضعفك وتدعم نفسك ، وبعد ذلك تصبح جاهزاً للتعامل الصحي والمتوازن مع الآخرين أياً كان

, تحديات العلاقات كيف تعامل  الآخرين لتتجنب تأثيرهم السلبي عليك

الحدود سياجك الآمن؟

وضع الحدود أو الإبقاء على المسافة الآمنة هي المعيار الأهم للحماية من أذى الآخرين !!.. إذاً قبل أن نحكم على الآخرين سواء أكانوا جنةً أم جحيم علينا أولاً إبقاءهم على مسافة مناسبة مهما كانت علاقتنا بهم ، فإلى أن تقرر المسافة التي من خلالها تسمح للآخر بالاقتراب منك ،عليك أن تتأكد أولاً إن كان يستحق ، والأهم من هذا هل يخدمك هذا الاقتراب ؟ وهل يزيد حقاً من سعادتك  ؟ لذلك لابد في مرحلة معينة أن تقف لتنظر إلى كل هؤلاء الآخرين أين أنت منهم ؟ وإلى أي حد تعتمد عليهم ، وتسمح لهم بالتحكم بحياتك ؟ وإلى أي حد ساهموا ببناء الأفكار الموجودة في رأسك وفي صورتك عن نفسك .. ولاحقاً كي يتوقف تأثير الآخرين السلبي ؛ يفترض أن تُخضِع كلّ ما تراه وتسمعه منهم لرقابةٍ شديدةٍ “هل هذا حقاً صحيح ؟ ؟ ” كرر هذا السؤال مراراً وتكراراً عد لكل أفكارك عن نفسك ، عند كل فكرة اسأل نفسك مرات :”متى كانت أول مرة عرفت هذه الفكرة من أخبرني إياها ” ؟

نحن نتواصل ونلتقي الآخرين لنتشارك وإياهم الفرح والنمو وعلينا أن نحرص على هذا النوع من العلاقات ونبعد السام والمحبط منها.  وفي النهاية ستتعلم كيف تصل إلى التوازن بين الانفتاح والصد في التعامل ؛ فالآخرين موجودين حولنا شئنا أم أبينا لكنّ القرار بأيدينا عما سيكون عليه الآخرون : سعادة أو إحباط

. التوازن والحكمة وحدهما من يحول علاقاتك من مصدر ضغطٍ إلى واحةٍ تلجأ إليها من تعب الحياة

آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

الجحيم هو الآخرون1

الطلاق الروحي