in

ألقوش” قرية الموصل الأجمل”

تـبـعـد منطقـة ألقـوش الأجمـل في مدينـة المـوصل ٤٠ كيلو عن قضاء تلكيف ، اختاروا لها موقعاً تتحـدد بـمـوجبـه جغـرافيـة المـدينـة ، فهـي تغـفــو فـي حضـن أمهـا ، وأمها هو جبل ألقوش الذي اختير اسمه من اسمها، أو جبل “بيث عذري” أي بيت العذارى، وهو سفح صخري تتخلله العشرات من الكهوف والمغار، يبدو من بعيد كوجه موشوم والمدينة تشكّل فمه؛ على هذا السفح سكن الألقوشيون الأوائل، أجداد الآشوريين ـ هي مسـتـوطـن قـديـم يبـعـد عـن العـاصـمـة الآشــوريـة نـيـنـوى ثـلاثـيـن مـيـلاً شـمالاً، ووجود المنحوتة الآشـوريـة عـلى السّـفـح الجـنـوبـي لجبـل ألقـوش على يمين مدخل ( كلي بهيندوايا ) تمثل الملك سنحاريب ( 704- 681 ق . م ) وهـذه المنحـوتـة يسـميهـا أبنـاء المـدينـة ” شيرو ملكثا ” أي الملك والملكة ، وتدور حـولهـا حكـايـات تتعـلـق بنقـل ميـاه من منطـقة ( بيهيندوايا ) إلى ألقوش كونها “ مدينة عطشى ” وقد أثبت علمـاء الآثـار صـحـة هـذه الأسـطـورة مـن خـلال اكـتـشـافـهـم نـهيـراً صـغيـراً قريباً من موقع هذه الحكاية

المدينة المطوّقة بالجبال
ألقوش
هي أقـدم نـواحـي العـراق ، فهي مركز ناحية منذ تشكيل الحكومة العراقية ، وفي 1918 عيّن فيها [ بطرس شمعون ادمو ] أول مـديـر للنـاحية ، ولا زالت لحد اليوم مركز ناحية، و ألقوش قد تكون المدينة الوحيدة التي بقيت محافظة على حجمها ، منذ تأسـيسـها أو بتغييـر طفيـف لا يـوازي حجم سنوات عمرها، بسبب الجغرافية التي أُنشِئَت فيها المدينة، فهي مطوّقة من ثلاث جهات بجبل ألقوش، من الصعوبة أن تقام أيّة بناية فيها، أمّا من الأمام فالمسافة محدودة ما بين الشارع العام والمدينة، لهذا تجد أغلب بيوتها مبنية من الجص و الحجر متلاصقة بعضها ببعض، أزقتها الضيقة والتي تبدأ بالصـعـود مـع حـافة جبلهـا، ومحلاتها الأربع ( أدو، قاشا، سينا، والمحلة التحتانية “ختيثا”).. أقول: حصلت إضافات على المدينة ولكنها خجولة، لا يمكن قياسها بالتطور الذي حصل في مدن وللألقوشيين سبب في هذا الانحسار لكي تبقى ألقـوش لأهلهـا دون غـيـرهـم ، ورغـم اعـتـبـار البـعـض الأمر يحمل تعصب، لكنه عاد عـلـيـهـم بـبـعـض الإيـجـابـيـات


ألقوش ( ايل قاش )
تقـع ألقـوش على بُـعـد نحـو 45 كم شمال مـدينة الموصل وتتبع لقضاء تلكيف، محافظة نينوى، وهي بلدة خالدة في تأريخها الموَثق قبل أكـثر من 2700 سنة منذ أنْ وردَ اسمها في سفر ناحوم من الكتاب المقدس وموقعـها الاستراتيجي وأخبار أهـلها عَـبر السنين الطويلة، عدد سكانها في عام 1958 كان 5000 نسمة وربما تضاعف اليوم أمّا عدد الألقوشـيّـين في المهجر، فيفوق هذا الرقم بكثير.

ألقـوش، سـفر مهم من تاريخ بلاد ما بين النهرين، ولم لا، وكل خطوة فيها تتحدث عن فصـل مهم من عبق هذا التـاريخ، ابتداءً من اسمها المركب من مقطعين: (أل) وتعني “آيل”: إله ، حالها حال الكثـيـر من المدن الـعـراقـيـة القـديـمـة الـتـي جـاء المقـطـع مـرافـقـاً مـع اسـمهـا مـثـل ( إربـا – آيـل ” إربـيـل ) مدينة الآلهة الأربعة ، (باب آيل ” بابل)، فالمقطع آيل يعني الإله ويقصد به الإله سين (القمر)، لأن إله القمر كان يطلق عليه (آيل قاش) أي الإله العظيم أو الكبير أو الشيخ.

إنها تاج مدن الجبل ، ويقال بأن ألقوش، كلمة آرامية مختصر لعبارة (الياقوس) بمعنى إله القوس، أو قوس الإلـه وعـدالته ، ومهمـا يكـن من أمر، فكثير من مواقع البلدة أسماؤها آشورية أو آرامية كما هو الحال في: (شـويـثـا دكـنـاوا ) أي فـراش اللـصـوص ، وهـي ربـوة كـانـت آخـر مـرحـلـة يمر بها موكب الإله قبل أن يستقر في معبده (كبا دمايا) أي كهـف الميـاه ، و ( كافـا سـمـوقـا ) أي الكـهـف الأحـمـر، و( نـطـوبـا ) أي الـنـاقـوط ، و ( ريش ريشا ) أي رأس الرأس.

تـعـرضـت ألقـوش لـعدد من الغزاة والطامعين، تجاوزتهم و عادت بقوة أكـبر، وهي مركز تجاري لجميع القرى المحيطة بها حتّى مشـارف العمـاديـة الجبـلـيـة حيـث القـوافـل القادمة من تلك المناطق النائية تقصد ألقوش لتفرغ فيها حمولتها من الفاكهة والأثمار الجافة وغـيرها ، ليتم تبادلها بما يحتاجونه للمعيشة اليومية وباقي مستلزمات الحـياة.
كنائس وأديرة القـوش
1- كنيسة ( مار كوركيس )
2- كنيسة ( مار ميخا )

3- مزار ( مار قـرداغ ) بُـنيَ في سنة 1990

4- دير ( السيدة العذراء ) حافظة الزروع

5- دير الربان هـرمزد (ديرا علايا ــ الدير العالي) في صدر الجبل المقابل لدير السيدة، يُنسب إلى ألقوش ويُحتفل بموسمه بعد أسبوعين من عيد القيامة سنوياً.
6- تـوجـد حـول بلـدة ألقوش أكواخ بمثابة مزارات صغيرة بأسماء القديسين شهداء الإيمان المسيحي مثل: مار سـهدونـا ، مـار زدّيقا ، مارت شموني، مار يوحنان، يقدسها الأهالي ويوقدون لها الشموع في الأعياد.
7- هذا وفي ألقوش مزار مهمـل للنبـي ناحوم وقبره، كان اليهود يزورونه سنوياً ويحتفـلون به في أعيادهم.

بطيخ القوش
السـهل الممتـد جنوب ألقوش خصبٌ جداً يعتمد على السقي الديمي (المطر) وتزرع فيه الحبوب والبقول ، وتتميـز بـزراعـة فـاكهة البطيخ، يزرع بعلاً رغم أن درجة حرارة الجو تزيد على الأربعين مئوية، يتميز بأصنافه المتعدّدة ، فمنهـا ذو الطـعـم الحلـو جـداً اسـمـه المـحلي (مُلوكي) وآخر فيه نكهة الـبرتـقال يسمى (بُركا د ﮔُملا = رُكبة الجمل) وغيرها حتى صار مصطلح (بطيخ ألقوش) مألوفاً لدى العراقيّين، لأنه حتى لو زرع في أية تربة أخرى لا يُعطي نفس الطعم، كـانـت فـي ألقـوش سـوق عامـرة ومعـامل بدائية لإنتاج الـراشـي والمـؤونة ومحال لصنع الأحذية المحلية يدوياً والمسماة (كالِكّ = كلاش) بالإضـافة إلـى مـكـائـن خشـبـية بسيطة تسمى محلياً (كوبا) لنسج الأقـمشة من الخيوط الصوفية.

الأزياء في القوش
ـ زي الرجـال : يتكـون مـن قـطـعتيـن العليـا تسـمـى (الصدرية) وهي عبارة عن قميص مفتوح من الأمام وأحياناً مزركش بنقوش تراثية وصلبان له أكمـام طـويـلـة ومفـتـوحة، أما القسم الثاني فيتكون من سروال فضفاض عريض وطويل ومن نفس قماش ولون الصدرية، ويتمـنـطقـون بحـزام من القماش الملون الذي يجلب في الأغلب من الموصل، وهو ذو ألوان زاهية ولمّاعة، أما قماش البدلة فهو من إنتاج محلي حياكة (زقارا) حيث يكاد لا يخلو بيت ألقوشي من آلة الحياكة (كوبا) والشال شبوك، وهذه هي تسمية البدلة التي يـرتـديهـا الألـقـوشي وهي شبيهة بلباس الأكراد ــ أمّا غطاء الرأس فهو عبارة عن ( جـمـدانـي ) الأسـود والأبيض وأحياناً يستعمل الحمداني الأحمر حيث يلف على الرأس بطريقة خاصة.
ـ زي النسـاء : يتكون من ثوب طويل يلامس القدمين عريض وذو أكمام طويلة أيضاً يسمى (شوقتا) فوق الشـوقتـا الـ ( قبايا ) وهو ثوب مفتوح من الأمام يشبه الـ(زبن) الرجالي، يخاط من قماش ذي ألوان زاهية ومـسـرم وهـو أقصـر قـليـلاً مـن القبـايا بحدود (10 سم) وتتحزم المرأة بـ( الكمر) وهو عبارة عن قطعة قماش بعرض (5 سم) أو نسيج صوفي تتحـزم بـه المـرأة ، تحيط به حلقات من الفضة ، والقطعة الأخيرة هي الشال ويتكون من قطعة نسيجية مطرزة بنقوش بـارزة وحـافات مطرزة أيضاً؛ يلبس فوق أحد الكتفين ويتدلى من الأمام يسمى (حيزر) ــ أمّا غطاء الرأس يسمى ( بوشيا ) منسوج بعناية من خيوط الأبريسم أو الحرير تنتهي حافاته بعقد ذات أهداب تسمى (كمبوشياثا) ومزينـة بخـرز أبيـض أو أحمـر، وتزين الجبين (حزراني) وهي عبارة عن ليرات ذهبية صغيرة وخفيفة متراصة، عشر لكل جانب وفي الـوسط ليرة ذات فص أحمر بارز (نطوبا)، الرقبة تزين بـ (كردانا) وهو طوق من قماش يزيّن بحلي ذات أشـكال كروية أو بيضوية أو مغزلية تتدلى على الرقبة وتنتهي بليرات ذهبية ــ أمّا الأذان فتزين بـ (كيراثا) أو (نـزبـوشـياثا) وتسمى أحيانا (رشناثا) وهي أقراط تُصاغ بأشكال مختلفة.

منتظر القبطان

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0
إيمان المنديل تعود عبر "من الرياض"

إيمان المنديل تعود عبر “من الرياض”

ليس فشلاً ولكنه بداية النجاح

ليس فشلاً ولكنه بداية النجاح