in ,

دهشة البدايات … رفعة النهايات

الأنـثـى حـيـن يـجـنُّ الجـنـونُ في قلبها

تصرخ أولى الغوايات من فوهةِ الحياة

تـخـرج كـالـمـلـكـة بـهـدوئـهـا الفـاخـرْ

وعينان تلتقطـان بـذورَ التّيـهِ في دوامـةِ الغـلـيـان

من هنا تتبع حبْوَها الممسوسَ بالرغبةِ والاشتعال

هنا تكـمـل قـصـةَ الـذوبـان وتـروي الحـكـايـا : ـ

هنا يا خلقُ أتممت روحي

هنا يا روحُ أشـعلـت قـدَّي

الأنثى في البدايات

يزهرُ الرمّانُ في شفتيها

يخرمشُـها نـزقُ الحرير

يضيءُ الشمسَ شعاعٌ في لمعةِ عـيـنـيـهـا

وتـفـتـحُ قـلـبَـهـا للبيلسان

تداعبُ مرجَ السنابل على مفاتيحَ دهشتِها

وتـرســمُ خـطـاً دقـيـقـاً بـيـن تـلالِ الـمـاءِ

عنـاقيـدُ للفـوضى تُرقِصّها بين جزرٍ ومدّ

في العشرين أنثى

يـنضـجُ الـرمـانُ عـلـى قُـبَتيْـهـا

يـتّـسـعُ المـدى

تنهضُ سيدةُ الخيولِ من غفوتِها

يـتـثـاءبُ الهـواءُ فـي الـرئـتـيـن

تـرنـو الـعـيــونُ إلـى الأعـالــي

إلى سـمـاءٍ خـالـصـةٍ لـلنـوارس

هناك

حيثُ لا نبضَ قبلي ولا شـمـسَ بـعـدي

أنثى الثلاثين

يـطـوّفُ الـنـعـنــاعُ عـلـى راحـتـيـهـا

يتلألأ الماسُ على ضفافِ الحربِ في مُقلتيها

تُعدُّ لها ما استطاعت من رباطِ الحبِ

والقلبِ المدمَّى

تُعدُّ وجودَها صبراً وانتظاراً لشيءٍ ما

تـكـسـرُ الأصـفـادَ عـلـى مـعـصـميهـا

لتمسكَ الكونَ بضـوءٍ بـاهـرٍ

فالعتمُ خوفي والخوفُ سدّي

على حدودِ الأربعين

تبلغ الأنثى كل المدى

بـحــرٌ بـكــل ثـمـارِه

مـوجٌ عـلــى مــوجٍ

ورفعةٌ بيقينِ عاشقةٍ

أسطورةٌ في العشقِ

تُرتبُ الغرباءَ على بابِها

وتنجو من فضولِ الوقتِ

بالنواسِ بين الحبورِ وبين الغضب

تصالحُ الانتظارَ المرَّ مـع مـرآتِهـا

تكـسـو الشـجيراتِ بعذب الرحيـق

بحـرٌ ونبعُ عواصفَ

كحلكةِ النزعِ الأخير

أنا أم الحكايا

والأساطيرُ المكدسةُ انتظاري

يا قـلـب انـجُ  يا روح مُدّي

في الخمسين

يفيضُ الحبُ علنياً

يتدفقُ أنهـارَ أغـانٍ

تطلب من الله الرحمة

ليغفر للعصاة من عشاقه

تُعيدُ ذاكـرةَ البـلـوغِ إلـى خطـواتِـهـا

وتـمـسـكُ الـرمـانَ سـلاحـاً مـرمـريـاً فـي لمساتها

يخفق قلبُها لشعاعِ شمسٍ هاربٍ من حرقةِ النارنج

وتجمعُ كل ما مرَّ من مقاصلَ حزنها

تُعتّقها بقمرٍ حامضٍ

ستصرخُ في الفراغ

كلُّ النجومِ رسائلي يا أرضُ

فاتركيهم في مدائني للرقصِ

لتلينَ خاصرتي و يضيءَ مجدي

ما قبل النهايات بفسحةِ ضوء

تـعلـن الأنـثـى اكتمالَ مشهدِها

وتطوي في جنونِ الحفيداتِ حول مسائها ذاكرةَ الحصاد

تـخـبّـئُ شــغـبَ الـحقـولِ فـي ضـجـيـجِ البـلـوغِ الـفـتـيّ

تنادي على الماءِ : ـ

يا ماءَ كنْ صليباً على عنقِ الضوءِ

وارفـع صـبـاي إلـى الـمـنـتـهـى

فهذا النورُ مائي

وذاك الظلُّ حدّي

في المنتهى

تحلّق أنثى فوق هدوء الفراشات الأخير

تتـابـعُ بشـغـفِ البداياتِ ذاتِه

سقوطَ الجبالِ حولَ معصمِها

لجـوءَ النسـيـمِ إلـى مسـامـاتِ روحِـهـا المـتـعـاليـة

أغنياتٍ للزمانِ القديمِ الجديـدِ في رفعـةِ المـقـامـات

تنسجُ شِباكَ الفضةِ فوق رموشِها قبل جرسِ الختام

هـا هـنـا يـا روحُ

قد أوفيتُ وعدي

محمد داود




Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

عصيّ الدمع حين يبدع حاتم علي

عن حواءوالتفاحة