جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة بالسعودية “بذلٌ وعطاء”

لا يمرض جسد أيّ أمة وفيه أيادٍ تعبّد طريق الخير دونما مصلحةٍ أو رياء، دونما استنجاد من محتاجٍ أثنته عِفته عن الطلب رغم العوَز وقلة الحيلة، جسد أيّ أمة على قدر صلابته يكون عطائه، وصلابته لا تكون إلا بتداعي سائر أعضائه في حال اشتكى منه عضو، وهذا من المفترض أنّه حاضر في أمة الإسلام الذي يقوم على الخير والتماسك، وفي المملكة العربية السعودية الدولة الإسلامية الأكثر حضوراً في العالم الإسلامي من كل الجوانب، تشكّلت فيها جمعيّة خيريّة تسعى لخدمة فئةٍ معينة ارتأت أنّها يجب أن تُعطى فرصة للعيش بعيداً عن التهميش والتغييب، هذه الفئة نبغ منها أشخاص شكّلوا رمزاً للعلم والثقافة والدين والفن كذلك والحقيقة يطول عدّهم إذا ابتدأت.

عن الجمعية

جمعية “أصدقاء ذوي الإعاقة” هي جمعية شكّلتها مجموعة من النساء الشغوفات بالعمل الخيري وخدمة الناس وعلى رأسهن المدير التنفيذي للجمعية صاحبة السمو الملكي الأميرة دانية بنت عبدالله آل سعود، والتي ترى أنّ العمل الخيري من المفترض أنّه جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي الذي هو بالأساس قائم على التكافل وتفقد الغير، وتقوم الجمعية على رسالة مفادها تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وحصولهم على حقوقهم في كافة مناحي الحياة، كذلك تصدير مواهبهم وقدراتهم ليشهد العالم أنّ هذه الفئة تستحق أن تُعطى الفرص وأن تتبوأ المناصب.

الأميرة دانية ضيفة أبعاد

وتتحدث سمو الأميرة دانية بنت عبدالله آل سعود المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء ذوي الإعاقة إلى إذاعة الرياض عبر برنامج “أبعاد” والذي يعده أ. بندر الهاجري عن الجمعية وأهم مبادرتها وفعالياتها وإلى ماذا تطمح كذلك.

تقول سمو الأميرة أنّ هناك الكثير من الأدباء والشعراء وأصحاب المواهب سوف يتم تسليط الضوء عليهم من خلال الجمعية وسوف يتم دعمهم كذلك، واستشهدت بأسماء عظيمة في عالمنا العربي كانوا يعانون من إعاقة لكنهم أثبتوا أن الموهبة لا تعرف ظرفاً ولا تُعاق بإعاقة مهما كانت صعبة، منهم الأديب والناقد المصري طه حسين والذي كان كفيفاً، وكذلك الفقيه السعودي ابن باز والذي عانى من نفس الإعاقة وغيرهم الكثير من الأسماء.

كما وتتحدث سمو الأميرة عن برنامج “من عيوني” والذي تمّ إطلاقه في عيد الفطر وهو نتاج فكرة كل من سمو الأميرة نورة بنت حسام بن بدر وسمو الأميرة الجوهرة بنت حسام بن بدر، ويقوم البرنامج على تقنية الواقع الافتراضي VR وهو تقنية المستقبل، إذ تقوم هذه التقنية بعرض كل ما تراه على الشاشة وذلك باستخدام نظارات مخصصة لهذا الغرض بواسطة تركيب الهاتف المحمول بداخل النظارة، و يقدّم هذا البرنامج من خلال فقرات متنوعة مشوّقة ومحفّزة بصحبة مجموعة من الموهوبين ذوي الإعاقة.

أمّا عن إتقانها للغة الإشارة تقول سمو الأميرة أنّها تجيدها قبل إنشاء الجمعية بمراحل عدّة وتعتبر لحظة إجادتها لهذه اللغة هي نقطة البداية للانخراط في العمل التطوعي، وتذكر أنّ لهذه اللغة وإجادتها أثر كبير على طبيعة العلاقة بين المتطوع وذوي الإعاقة حيث تسهّل التعامل وتيسّر التواصل.

وعن كم المستفيدين من خدمات الجمعية تقول سمو الأميرة أنّ خدماتهم وصلت لما يقارب الـ 150 أسرة، كما وتتنوع هذه الخدمات ما بين خدمات رعوية وكلنها تُقدم بشكل محدود وبناء على التبرعات التي تصل الجمعية، وخدمات تتمثل في البرامج تدريبية وتأهيلية التي تحتاجها هذه الفئة.

رؤية المملكة 2030 والعمل التطوعي

وفي سياق الحديث تشكر وتثمّن سمو الأميرة جهود المملكة في دعم العمل الخيري والتطوعي، حيث قدّمت المملكة مبلغاُ ضخماً يقدّر بمئة مليون ريال لعدد كبير من الجمعيات المهتمة بالعمل الخيري ومن ضمنها جمعيات العناية بفئة المعاقين، وجاءت هذه الخطوة من ضمن الكثير من خطوات التغيير والتحديث التي بدأتها المملكة مع إطلاق رؤية 2030، وتقول بأن مثل هذا الدعم من أولياء أمورنا يجعلنا نشعر بحماس أكثر تجاه ما نقوم به، وكما نأمل بأن يلتفت أولياء الأمور للمبادرات التي تطلقها جمعيتنا وأن نحظى بمثل هذا الدعم.

السعادة في رواية

لسمو الأميرة كتاب أسمته “متلازمة السعادة” وهو كتاب صدر مؤخراً لها، تتحدث فيه عن الفئة الأكثر لطفاً وابتساماً، الفئة التي تبعث على السعادة حينما يراها ذو النفس السويّة، هم الذي يعانون بأمر الله من “متلازمة داون”، وتقول الأميرة عن الكتاب أنّه كتاب تثقيفي أشبه بالرواية رغم أنني لستُ روائيّة، ولكن حبي لعملي وشغفي به يجعلني أدوّنه، والكتاب هو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة والتي جمعتها كلّها في قصة واحدة تعبّر عن هذه الفئة اللطيفة، كما أنّ لها كتاب أسمته “مذكرات صديقة” تروي فيه قصة صديقة لها تعاني من إعاقة سمعية استطاعت التغلب على إعاقتها من خلال العلم والعمل.

المرأة شريكة في التنمية

وفي نهاية الحوار تتحدث سمو الأميرة دانية عن دور المرأة الموازي للرجل في النهوض بالمملكة، حيث أنّها أصبحت بفضل قرارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورؤية المملكة 2030 التي أطلقها قبل عدة سنوات مُشاركة في تنمية المملكة ونهوضها الاقتصادي، كما أنّ لها بصمة تميّز واضحة للجميع، وأنّ الكثير من بنات أفكار النساء كانت موجودة في الخفاء والآن أصبحت تُرى في العلن ويتم التصفيق لها ودعمها أيضاً.

آلاء صبري