in , ,

فيل في ساحة المدينة والكل يتجاهله

العلاقات في المجتمعات المنغلقة بين المسموح والمحظور .
:في إحدى الجلسات النسائية ألقت امرأة عبارة وقعت كقنبلة موقوتة لقد قلت لابنتي لو أحببت أحدا فتعالي معه هنا ولا تلتقيه خارجا )
البعض فوجئ والبعض سخر وكثيرات نظرن إليها شزرا كأنها منحلة من الأخلاق ..
فسالت هل تعتقدن ان بناتكن قد يصادفن الحب في حياتهن ؟
وككل امراة مطواعة في مجتمعات لا ترحم أنكرت الكثيرات الأمر وقليلات منهن التزمن الصمت ليتجنبن الكذب..
فاردفت من جديد : ولو انها أحبت وهذا سيحدث عاجلا ام آجلا فهي سترغب بالتأكيد ان تلتقي من تحب وبما اني أريد حماية ابنتي ولا اعرف إلى أي درجة ستلتزم بتعليماتي فانا افضل أن تراه تحت عيني .
فلو قررت أن تلتقيه خارجا الله وحده يعلم إلى اين ستنتهي الأمور . ولكني عندما أدعوه إلى بيتي فأنا أضمن انه لن يجرؤ على تجاوز الحدود ..
هذه السيدة التي يبدو انها شديدة الجرأة ولكنها عملياً ذكية بحيث اعترفت بوجود أمر وقررت التعامل معه
فماذا عمن لا يريد الاعتراف بهذا الأمر
مشاعر الحب في مجتمعنا مثل فيل يقف في منتصف الطريق , هل يستطيع احد ان يقول: لا اراه ؟.
نعم بالمصادفة الغالبية لا تريد ان تراه وأكاد أقول الكل لا يريدون الاعتراف بوجوده فلماذا ؟؟
وحكايا الحب التي تزور كل الناس بلا استثناء وكل منها يتلقاه كما يشاء او تشاء له الظروف ولكن بما أنه لا يمكن لأي إنسان ان ينكر أن الأمر يحدث وسيحدث دائما، فلماذا نصر إذا على الإنكار وبماذا يفيد هذا الإنكار .
البعض يخاف من مجرد الحديث عن هذا الأمر ويعتقد انه تشجيع على الانفلات الأخلاقي .
.والبعض يعرف أن المحبة من الله و المشاعر لا يمكن التحكم بها .
ولكن لننتبه الاعتراف بوجود الأمر لا يعني بالضرورة الموافقة عليه . وإنما المقصد هو الصدق مع انفسنا تجاهه
فالعلاقات تبقى امر يمكن رفضه تماما أو التعامل معه وتحديده ضمن إطار نقبل به
إذ يمكن لمراهقة تستطيع مناقشة علاقتها مع أهلها ان تصل إلى تسوية مرضية وآمنة ولا تشعر أنها تحتقر نفسها لمجرد انها أحبت .
و يمكن لأخرى ترفض الأمر بتاتا و لا تجرؤ على الحديث عنه مع احد أن تقع في الكثير من الأخطاء لأنها ترتبك ولا تعلم كيف تتعامل مع .مشاعر أقوى منها وربما كانت وقعتها مهلكة .
و من يدري لو استطاع الأهل مناقشة الأمر مع الأبناء بوضوح هل سيحصلون على فرصة وضع حدود الممنوع والمسموح لأبنائهم أكثر من تجاهل الأمر وكانه غير موجود .
على أية حال
لكل شخص نهجه في الحياة ومبادئه الخاصة التي يحدد كل مساراته ضمنها وليس هناك قاعدة تنطبق على الجميع بنفس الدرجة , فما هو صحيح لزيد من الناس قد لا يصح لعمر .
ولكن حل أية مشكلة يبدأ بالاعترف بها وبالوضوح تجاهها وما الذي يناسبنا وما الذي نريده وبعد ذلك يمكن إيجاد الحل الذي يتناسب مع أخلاقنا وإيماننا ومبادئنا ومجتمعنا .
يبقى الهدف الأهم هو حماية أبنائنا من تحديات الحياة وتقلباتها واحتواؤهم في ظل ظروف فتحت كل الأبواب بحيث أصبح كل شيء متاحا و خارج السيطرة

Written by فضاءات

What do you think?

10 points
Upvote Downvote

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

وجه آخر لباريس