in ,

“السليمانية” الشام في قلب الرياض

ونسرق من دودة القز خيطاً لنبني سماءً لنا..ونسيج هذا الرحيلا

فنحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا

لم يحد  كلام درويش عن الواقع, وقد اختبر مواجع الاغتراب كاملةً, فنحن نغدو غربا وشرقاً ويبقى الوطن هو الوجهة الأولى.

حي السليمانية بالرياض حيث قدم السوريون منذ الثمانينات. أيام النزوح الأول الذي حصل بصمت وتغييب بعيداً عن أعين الفيس بوك وأخبار الجزيرة.
أربعون عاماً مرت على ذلك الرحيل كانت كافية ليصبح السوريون جزءا من هذا البلد الذي أصبح مزيجاً بين اهل وغرباء . سوريون من كل الألوان تجاوروا وأنشأوا حياً على الطابع السوري.. بيوت لها رائحة أحياء الشام ,لها شرفات, حتى لو لم يسمح الظرف باستعمالها. لكنها تبقى شرفات تطل على الذكريات. وعلى المداخل تجد الياسمين و (المجنونة) تعرش بأزهارها الصارخة, و على الأرصفة, أمام المحلات في كل بقعة انفلتت من البلاط الكتيم ستجد نبتة ما قد زرعت.
في الحي يوجد سوق سوري كامل فيه كل ما قد يخطر أو لا يخطر على بالك من منتجات الشام 
يستقبلونك باللهجة المحببة التي اعتدنا على سماعها في الحميدية, السوق الدمشقي الشهير. حتى معارض اللوحات هناك تجدها مليئة بومضات من سورية 
حين غادر فصل الحر وأصبح المشي فيها ممكناً, ستشعر كما في طرقات دمشق 
تأخذك بالقبول ثم تدعك لما تريد..

أما مسير اليوم ففيه اكتمل المشهد. مسكبة حبق مزروعة على الرصيف.. غمرة كاملة من الحبق الندي 
.. عطرت الطريق وعطرت القلب

آمال عبد الصمد

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

كورونا والأسرة مزيد من التعاون والمرونة

“أحمد خالد توفيق” رائد الفانتازيا العربية