in

عبد العزيز الموينع .. رحلة نجاح ختامها “مسك”

رحلةُ بحثه عن ذاته مُثيرة، مبدعٌ لا يعرف للأمل حدود ولا يعترف بالمستحيل، تنقّل في مشواره المهني بين عدة مسميات وظيفية، عملَ أمام الكاميرا وخلفها بشغفٍ لا حدود له، كان مذيعاً رياضياً في قناة الإخبارية، ومديراً للإنتاج في شركة أصيلة، ومديراً تنفيذياً في شركة دور ألفا، والآن هو مديراً لعمليات الاتصال والتسويق في مؤسسة مسك الخيرية والتي أشرف فيها على إنتاج الكثير من الأعمال التي لاقت نجاحاً كبيراً وآخرها فيلم “على قيد النجاح”، إنّه الإعلاميّ السعودي المميز “عبد العزيز الموينع.”

الحوار عندما يكون مع مبدع يمتلك غزارة ثقافية ووطنية وعلمية يكون شيّقاً لا ملل فيه، وهذا ما لمسناه في اللقاء مع عبد العزيز الموينع، حيث حلّ ضيفاً على برنامج اللقاء والذي يبث عبر إذاعة الرياض ويعدّه “بندر الهاجري” ومن تقديم “هند عبد الرحمن”، حضر لنتعرف إليه عن قُرب، نتعرف على مشواره الغنيّ وتجاربه الملهمة، حضرَ لينقل لنا مدى الدعم المقدّم للعقول السعودية التي تستحق فرصة لإثبات أنّ المملكة تمتلك الكثير من الإمكانيات البشريّة الفذّة. هنا أكتب أهم ما جاء في لقاء عبد العزيز الموينع.

رؤية المملكة 2030 “حلمٌ بدأ يتحقق”

هي رؤية الأمل، رؤية الاختلاف، رؤية الخروج إلى العالم بأفضل الإمكانيات وبأكثر صور التغيير حداثة، هذه الرؤية هي حلم كل سعودي كان ينتظر فرصة أن يحلق بموهبته بعيداً.

عبد العزيز الموينع واحد من الداعمين للشباب السعودي من خلال مؤسسة مسك ويتحدث عن رؤية المملكة 2030 قائلاً “كل عمل تم منذ انطلاق هذه الرؤية هو إبداع بحت على اختلاف الجهات القائمة عليه، وهو تم بقيادة شخصية مبدعة وهو ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله، وأنا لا زلت غير راضٍ عن ما يقدم الآن لعكس صورة المجتمع الجديد لأنني أؤمن أن هناك الكثير بعد.”

أ. عبد العزيز الموينع مع ولي العهد السعودي

محطاتٌ مختلفة

المُلفت في سيرة عبد العزيز الموينع هو تنقله بين عدة وظائف إعلاميّة مختلفة، لكن الملفت أكثر هو أنّه لكل تغيير يقوم به ولكل خطوة يتخذها تبريرٌ محفّز جداً، إنّه يبحث عن نفسه في كلّ مرة ولعلّ هذا التعبير يقع في نفس كل شغوفٍ يرى أن نفسه لا ترتبط بحدود مفروضة.

وفي اللقاء يتحدث عبد العزيز الموينع عن المحطات المهنية التي مرّ بها، بداية عن انطلاقته الإعلامية الأولى يقول “بدأتُ رحلتي الإعلامية كمراسل ميداني وبعدها انتقلت إلى التقديم، ولم أحب العمل في الاستديو، والإعلامي الأصيل لا بد أن يتلمس الحقيقة بنفسه ولا ينتظر وصول الخبر إليه، وأنا أحب أن أصنع الخبر لا أن يُصنع لي.”

وعن عمله في إدارة الإنتاج الفني يقول “تركتُ عملي كمقدم تلفزيوني لأني لم أجد نفسي فيه، فأنا فيه مجرد شخص أقرأ الخبر وأنفذ توجهات المؤسسة الإعلامية التابع لها، وحاولت أن تكون لي بصمتي الخاصة لذلك توجهتُ إلى إدارة الإنتاج الفني والذي هو عبارة عن العمل الأصعب رغم أنه خلف الكواليس.”

ويضيف “لقد حصلت في عملي كمدير للإنتاج الفني التمكين والقدرة على التغيير، ولم أحصل على السلطة المطلقة لأنني محدد بميزانية معينة وتوجهات معينة، والخط الصغير الفاصل ما بين هذا العمل وعملي كمقدم هو عنصر الجودة، فأنا في الإدارة مشرف بشكل كامل على جودة العمل، وأمتلك الحرية على تفاصيل نجاح العمل.”

أمّا عن إمكانية تواجده خارج مجال الإعلام يقول “ليس من الصعب عليّ أن أتواجد خارج المجال الإعلامي، وأنا أكون حيث يكون الإبداع لأنه محفّز قوي للعمل والنجاح.”

ويكمل عن دراسته للعلاقات العامة قائلاً “ساعدني هذا التخصص في حياتي المهنية والشخصية كذلك، وهذا العلم هو علم كبيرة جدا ومكنني من التعامل مع الأشخاص داخل حدود العمل وخارجه.”

أ. عبد العزيز الموينع مع وزير الخارجية الإماراتي

مسك الخيرية “لكلّ متمكن فرصة”

يُعتبر عبد العزيز الموينع من أهم شخصيات مؤسسة مسك الخيرية، فهو مدير عمليات الاتصال والتسويق لها، ومشرف على إنتاج الكثير من أعمالها، في اللقاء يعرّفنا ببعض تفاصيل وبرامج هذه المؤسسة التي تعطينا تصوراً عن مدى اهتمام مسك بدعم الشباب السعودي وتمكينه.

عن أهداف مسك وأولوياتها يقول “تمكين الشباب وتأهيلهم هو أولوية قصوى لمسك وأولوية شخصية كذلك، وعندما نتحدث عن ما نسبته من  60 إلى 70 بالمئة من المجتمع السعودي من الشباب فنحن نتحدث عن قوة جبّارة تستطيع أن تصنع التغيير في أي شيء، ويجب علينا أن نستغل هذه الطاقات من خلال برامج تقدم لهم إمكانيات تساعدهم على النجاح والإبداع.”

وعن استراتيجية مسك المحدّثة يقول “هي امتداد لتوجهات سمو ولي العهد محمد بن سلمان، ومسك لها قفزات كبيرة وهذه الاستراتيجية ما هي إلا استمرار وامتداد للعمل المُقام السابق وتعديل لمسار بعض الأعمال بسبب جائحة كورونا.”

ويخبرنا أيضاً عن حملة لا تقطع التي أطلقتها مسك خلال جائحة كورونا أنها “كانت بمثابة تحدي ومن اسمها تعني أننا “مسك” على تواصل معك، ولا تقطع هي كلمة دارجة عندنا وكان هناك تفاعل كبير على الهاشتاغ ولاقى نجاح جيد.”

وعن منتدى مسك العالمي يقول “هو واجهة عالمية للوطن ونحن استضفنا أسماء عالمية قوية جداً، مثل بيل غيتس والملكة رانيا وغيرهم الكثير وقدموا نصائح ودعم للشباب السعوديين، وهناك شخصيات استضفناها كان في مخيلتها صورة خاطئة وقديمة عن السعودية وبسبب هذا المنتدى تغيرت الصورة، مثل شخص أمريكي استضفناه وكان ضمن لجنة التحكيم.”

أمّا عن حديث مسك يقول “هو امتداد لمنتدى مسك العالمي ولكن هو عبارة عن استقطاب عقول من داخل المملكة بدلاً من خارجها، والتركيز في حديث مسك على الشباب والشابات السعوديين الذين يملكون تجارب ونجاحات ومؤثرين في مجالهم، وكثير من التجارب التي مرت بتحديات وصعوبات لكنها وصلت وهي تستحق فرصة وتستحق أن تُروى وتُعرف.”

وعن آلية الاختيار في مؤسسة مسك والاعتبارات الموضوعة يقول “من بداية مسك كان هناك ضوابط للاختيار وشروط معينة يجب أن تمر على الشخص لاختياره، والاختيار يكون على نقاط قوة الشخص وليس على شهرته، وفي منتدى مسك العالمي تأخذ منا عملية الاختيار ما يقارب التسعة أشهر وهي مدة ليست بالبسيطة في محاولة إيجاد الأفضل.”

وعن خُدّام الحرم العمل الفني الذي أنتجته مسك يقول “هو عمل غنائي الهدف منه تقديم وصف لخدمة الحجيج وأنا راضٍ عنه، ومن ضمن الأشياء الجميلة الموجودة في مؤسسة مسك الخيرية من التمكين الشبابي الموجود المشاركة في المناسبات التي تمر على الدولة، ومن أكثر المناسبات تشريفاً لنا هو موسم الحج، وهذا العمل هو نتاج التفكير خارج الصندوق والرغبة في إنتاج عمل مميز، وفكرة العملة نابعة من أوبريت الجنادرية “مولد أمة” وكان هناك جزء يتحدث فيه عن خدمة الحجيج، قمنا بإعادة تلحين هذا المقطع وسمو الأمير عبد الرحمن مساعد وصف هذا العمل بالعبقري.”

أ. عبد العزيز الموينع مع رئيس هيئة الترفيه

ويقول عن خطط مسك “أنها نابعة من الإيمان بقدرات وإمكانيات الشباب السعوديين وهدف هذه الخطط هو تطوير الشباب يملكون إمكانيات كبيرة جداً.”

وعن برنامج قادة الغد “هذا البرنامج هو من يصنع قادة المستقبل، وهذه رسالة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان، وهو أحد البرامج المنبثقة من 2030، وبحلول 2030 سيكون عندنا قادة شباب قادرين على قيادة المملكة لمرحلة أبعد من هذه، وسيدي ولي العهد يحرص على تمكين وتطوير الشباب بشكل احترافي يواكب هذه التغيرات التي نعيشها.”

على قيد النجاح “إنتاجٌ مذهل رغم الجائحة”

فيلم سعودي بامتياز، أنتجته مؤسسة مسك الخيرية في ظل أزمة كورونا، هو انتاج يوضح مدى الجهود المبذولة سواء من مسك أو حتى من القطاعات الحكومية في المملكة أثناء جائحة كورونا.

يحدثنا عبد العزيز الموينع عن فيلم على قيد النجاح قائلاً “كان تحدي وصعب، وأعدنا المونتاج ثلاث مرات، لأن النسخة الأولى لم تكُن مقنعة للفريق وليس للمسؤول، فبعد إنتاج النسخة الأولى من الفيلم اجتمعنا لمشاهدته ولم نقتنع، ولهذا أعدنا المونتاج حتى وصلنا إلى النسخة الثالثة منه والتي أثبتت نجاحها.”

وعن الفيلم يُكمل “النسخة الأولى لم تكُن مقنعة لأنها عبارة عن مقارنة لجهود المملكة العربية السعودية في التعامل مع الجائحة بجهود الدول الأخرى، فتم النظر فيها وشعرنا أننا متقدمين على المستوى العالمي ولا داعي للمقارنة بدول أخرى وبناء عليه تم تعديل المسار بالكامل، في النسخة الثانية تحدثنا عن القطاع الحكومي لكن ما زالت ناقصة وغير مقنعة لأن دور مسك غير موجود، لذلك أنتجنا النسخة الثالثة والتي ضمت القطاع الحكومي وكل برامج مسك وهذه النسخة لاقت قبول كبير وتم عرض الفيلم على جميع القنوات والتطبيقات ما عدا نتفليكس والتي لها شروط معينة لعرض العمل، وأرقام المشاهدة عالية جدا ومُرضية.”

وعن تحدّي مسك لجائحة كورونا يقول “فيلم على قيد النجاح هو دليل على نجاح مسك في التحدي، ومسك لم تتوقف مطلقاً أثناء الجائحة، وتعاملنا مع الجائحة كأننا كنّا مستعدين لها، ونحن لا نستطيع التوقف فنحن الداعم الأكبر للشباب ويجب علينا المواصلة، وقدمنا الكثير من الدورات خلال الجائحة.”

آلاء صبري

Written by فضاءات

What do you think?

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

“نادين نجيم” على خطى “انجلينا جولي”

لون زهر الخُزامى على سجاد المراسم الملكية